بقلم/عماد عبد المحسن
لا يمكن أن تتمكن الدولة من الوفاء بالتزاماتها من دون مشاركة المجتمع، والمشروع القومي "حياة كريمة" هو مشروع موجه للمجتمع بالأساس، إنه يعيد للإنسان المصري ما افتقده من خدمات يحتاج إليها لتكون حياته كريمة كما هو عنوان المبادرة.

إذن فإن المجتمع بحاجة إلى استنهاض قواه وهممه ليكون شريكا فاعلا لا متلقيا فقط.

إن ما ينفق على هذه المبادرة، من أموال، وما يستنفذ من جهود، يستحق أن تشارك كافة فئات المجتمع في هذه النهضة غير المسبوقة.

فماذا لو تكونت جماعات تطوعية من المتعلمين بالقرى برعاية المجالس المحلية بتلك القرى، لبحث مشكلات القرى، بحيث تكون حلقة وصل بين أهالي القرية والقائمين على المشروع من قبل القرية، فهناك مشكلات مثل النظافة على سبيل المثال تحتاج إلى مشاركة أهلية، بالتنسيق مع المجلس المحلي، بما يضمن نظافة شاملة ودورية، وهو أمر في غاية الأهمية.

نريد أن يشعر أهل القرى أنفسهم أنهم بحاجة إلى التغيير، وأنهم مشاركون فيما يجري على أرض الواقع، الذي سيكون لهم وبهم أيضا.

نريد مجتمعاً منتجاً. الفلاح يعمل في حقله، ويحاول زيادة دخله، من خلال العمل وفق معايير التصدير، وتربية المواشي..
العامل يسعى إلى الالتزام بما يقوم به من أعمال منوط بها.. ويحاول زيادة دخله من خلال العمل بمجالات تجارية متنوعة.

ولا مانع من أن تكون هناك شراكات بين عدد من الأفراد في هذه المجالات، بما ينعكس على حياتهم الاقتصادية.

إن البطالة هي أم المشكلات التي تعاني منها القرية، فهي الجسر إلى وجود تناحر وبغضاء، بل وهي في قرى الصعيد سبب رئيسي في الثأر وما يخلفه من آثار هدامة بدأت تخفت بفضل قبضة الشرطة الحازمة.

هناك العديد من الموضوعات التي يمكن للمجتمع أن يكون الشريك الأنجح في تحقيقها في ظل مبادرة حياة كريمة، وعلينا جميعاً أن نتكاتف خلف قيادتنا السياسية من أجل تحقيقها، وهنا أدعو الجمعيات والمؤسسات العاملة في مجال الاقتصاد واتحاد الصناعات، تنظيم ندوات توعوية بالقرى تستهدف التحفيز على القيام بمشروعات متناهية الصغر، مهما كانت عوائدها البسيطة فهي في النهاية ستدر دخلا على أصحابها يساعدهم في المعيشة.

في قريتنا كانت صناعة الكليم والسجاد مزدهرة في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، لكن للأسف تراجعت هذه الصناعة كثراً مع بداية الألفية الجديدة، لارتفاع التكلفة وقلة الأرباح على الغم من أنها صناعة تقليدية هامة، وبإمكانها توفير العديد من فرص العمل للفتيات قبل الفتيان، وهو ما نريده للمرأة في قرى مصر لأنها أيضا بحاجة إلى العمل.

إن الأمر يستلزم خططاً موازية لخطط الدولة التي تضطلع بواحد من أهم مشروعات القرن الحالي، ومن الممكن بمشاركتنا أن يكون الأهم على الإطلاق.

نقلاً عن اليوم السابع

حول الموقع

سام برس