سام برس
تجربة نوعية لانفتاح الفعل الثقافي على الشارع و المقاهي في المناطق القروية و الريفية النائية..
شمس الدين العوني
ها هي الثقافة و الفنون في تجربة مميزة بالمهدية من خلال الخروج الى فضاءات و جماهير في القرى و الأرياف وفق برنامج فيه التلقائية و منح مبادرات المشاركة و الاكتشاف للمواهب و الابداعات و تقديم المادة الفنية و الأدبية بشكل محبذ لجمهور مغاير و غير جمهور الفضاءات المغلقة و غيرها..
تجربة قرية " زالبة " تحتذى و من المهم تعميمها على جهات البلاد و ولايات أخرى مثلما جاء في كلمة الافتتاح للمندوب لثقافي بالمهدية عبد الحفيظ بن حسن و قد كان التفاعل مميزا من قبل الحضور الهام لمختلف الشراح العمرية و الاجتماعية.
بالشراكة مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمهدية والمكتبة الجهوية بالمهدية نظمت المكتبة المتنقلة 2 بالمهدية خلال يومي 17-18 ديسمبر الجاري وبالتعاون مع بلدية زالبة ودار الشباب المتنقلة 3 بالمهدية تظاهرة "تبعنيي نبنيو حلمة جديدة " ..
الحلمة 1 ( قرية الكتاب بزالبة ) و ذلك وفق مشروع نوعي أو "حلمة بغزو " كل المناطق النائية والريفية كتبا ولأول مرت ينجز في تونس حيث تم تركيز نواة مكتبة بأغلب المرافق العمومية والخاصة بالقرية من مقر بلدية والمستوصف الصحي كذلك مركز البريد وأغلب المؤسسات التربوية بالجهة من مدارس ومدارس إعدادية والمقاهي المتواجدة بالقرية .
وتم في نفس السياق تدشين المقهى الثقافي لصاحبه الرجل المثقف و المشجع للثقافة عبد العزيز جيلاني من خلال اقامة أمسية شعرية .
وتجدر الإشارة بأن القرية يقصدها أكثر من 12 ألف ساكن وتبعد عن مقر الولاية أكثر من 60 كم وتفتقر إلى أبسط المرافق التثقيفية من مكتبة ودار ثقافة علاوة على قساوة ورداءة الطريق المؤدي إلى القرية مما يجعلها في شبه عزلة بالرغم من إتقاد أطفالها وشبابها نشاطا وشغفا بالشأن الثقافي. فكانت المبادرة بالمشروع "تبعني نبنيو حلمة جديدة " ( زالبة قرية الكتاب ) إيمانا منا بأن العمل الثقافي هو عمل إنساني بإمتياز وأن المطالعة وتقريب الكتاب هو حق دستوري خاصة لللأهالي في المناطق الريفية المعزولة داخل تراب تونس و من برنامج التظاهرة : الجمعة 17 ديسمبر 2021 يوم تحسيس في القرية حول أهمية المطالعة و ومضات إشهارية بطريقة فنية يؤثثها أطفال الجهة و كرنفال دمى عملاقة مصاحبة بفرقة نحاسية تجوب القرية ايذانا بانطلاق التظاهرة و تركيز نواة مكتبة في أغلب المؤسسات التربوية والمرافق العمومية بالقرية و إحداث و تثبيت أسماء الانهج لتكون أسماء أعلام تونسيين في مجال الأدب والفكر مع تعريف مبسط في نفس اللافتة بأهمية أعمالهم الأدبية والفكرية و احداث مجسم عملاق في شكر كتاب مع بعض الأقوال المأثورة حول أهمية الكتاب والمطالعة ليختتم اليوم الأول بعرض تنشيطي للأطفال...و خلال السبت 18 ديسمبر 2021 انتظم معرض للكتب و أنشطة متعددة و ورشات حول الترغيب في المطالعة في خيام ركزت للغرض وسط القرية و عرض حكواتي للحكواتية نسمة بن رمضان مع تدشين المقهى الثقافي باقامة أمسية شعرية بنفس الفضاء أدارها أمين المكتبة المتنقلة(2) الأستاذ عماد بن مصباح حيث ثمن المبادرة مرحبا الضيوف و الجمهور و تعاون الجميع و منهم صاحب المقهى الثقافي..و شارك في هذه الأمسية كل من "الشاعر خالد الرداوي" و " الشاعر السيد بوفايد " والشاعر " عادل نصير " و " نجيب بوزيان " ليحلق الخيال مع القصائد الجميلة التي ألقاها الشعراء في تناغم مع الجمهور حيث الكلمات العالية بين الذات و الحلم و الجمال و الشجن الدفين.. و اختتم النشاط بتوزيع شهائد على المشاركين.
تجربة مميزة فيها ابتكار و حميمية و فائدة كبرى في العلاقة بين المادة الثقافية المقدمة و الجمهور المستهدف تستحق الاحتذاء بها لجوانبها العميقة في الحرص على الاستحثاث الثقافي أينما كان هناك مواطن و حياة..زالبة ..حياة أخرى للثقافة و ألوانها الملائمة.
