بقلم/الدكتور / علي أحمد الديلمي
ان الجهد الدبلوماسي الأمريكي المبذول للتوصل الى وقف الحرب في اليمن من خلال محاولاتها الاخير ه وإعلانها عن ذلك في أول خطاب للرئيس الامريكي بايدن أصبح امر صعب التطبيق على ارض الواقع والسبب وراء هذا التشاؤم هو نتيجه لعدة أسباب لعل أهمها الصراع بالوكالة بين الداعمين للأطراف اليمنية المنخرطة في هذه الحرب حتى اختلطت الأوراق السياسية بالعسكرية وأصبح من الصعب على الولايات المتحدة إيجاد آلية مقبولة يمكن من خلالها التغلب على المعوقات اليمنية بالإضافة إلي عدم قدرتها على تطويع الاطراف الاقليمية والدولية للتوافق معها في صياغة حل تقبل به جميع الاطراف سواء اليمنية أو الاقليمية والدولية.

طالت الحرب في اليمن والأطراف الاقليميه والدولية لا يوجد لديها رؤيا واضحة أومشروع محدد تجاة تحقيق السلام في اليمن مجرد تشابك المصالح وأختلاف الأهداف تدفع جميع الأطراف إلي التبشير بأهمية وقف الحرب بينما الواقع يؤكد غير ذلك حيث أن التحولات الجديدة التي حدثت في اليمن أثبتت أننا أمام وضع جديد وتداخل مصالح بين قوي أقليميه ودوليه وغيرها داخل اليمن
و بعد ما يقرب من سبع سنوات من الدمار لا يزال أفق السلام مفقودا في اليمن والمنطقة.

كما أن الخلافات السياسية والعسكرية داخل التحالف الذي شكلته المملكة العربية السعودية بداية الحرب في اليمن لايمكن تجاهله وأصبحت هذه الخلافات واضحة بين جميع دول التحالف بسبب عدم توحيد جهودها السياسيه عبر دعم المفاوضات من أجل الحل السياسي الشامل بين كل أطراف الصراع في اليمن بدلا من الالتفاف على ذلك عبر أقامة تحالفات عسكرية وسياسية تتناسب مع رؤية وتوجهات كل دولة من دول التحالف نابعة من رؤيتها الخاصة للوضع في اليمن وقد رأينا في الفترة الاخيرة تزايد حجم تأسيس مثل هذه المكونات سياسية وعسكرية بالاضافة إلي أطر تتبني مبادرات سلام وحقوق الانسان ومراكز دراسات سياسية حول الوضع في اليمن وأدوات أعلامية مابين قنوات وصحف وغيرها كثير من المسميات وكل هذه الوسائل والمكونات تستلم دعم مادي كبير من دول التحالف وهو ما تسبب بتعقيد المشهد اليمني بدلا من ايجاد توافق لنهاية الحرب في اليمن بل أصبحت على العكس من ذلك حيث أعتبر الكثيرون أن أستمرار الحرب هي مصدر دخل مهم بالنسبة لهم غير مكترثين بحجم الدمار والمعاناة الانسانية لاستمرار اي حرب وأصبحت مثل هذه الاعمال هي المحرك الاساسي لكثير من القوى والناشطين رغم حجم الكارثة الإنسانية التي يشهدها اليمن من المجاعة والامراض المختلفة وندرة الخدمات الصحية بسبب هذه الحرب

ويمكن القول أن الاختلافات الاقليمية والدولية حول مايجري في اليمن لا يزال هو أحد أهم الاسباب الجوهرية في عدم وقف الحرب واحلال السلام في اليمن لأن هذه الاطراف الاقليمية والدولية تتحرك ببطء شديد لإيجاد حل سياسي ينهي معاناة اليمنيين والمآسي المستمرة لكن في الجانب الآخر تستمر معظم هذه الدول في بيع الأسلحة المستخدمه في حرب اليمن وهذا يؤكد حجم المصالح الاقتصادية الكبيرة لكثير من هذه الدول التي تستفيد من أستمرار الحرب في اليمن رغم حديث كثير منها عن جهودها في حث الاطراف اليمنية على الانخراط في جهود الحل السياسي والسلام في اليمن وأنها تدعم بقوة الوصول بين الاطراف اليمنية الى سلام وتسوية سياسية متكاملة ولا شك أن ازدواجية المعايير في المواقف التي تمارسها هذه الدول أصبحت مكشوفة ولم يعد لها تفسير إلا أن هذه الدول تعمل من أجل مصالحها ولايهمها نتائج أستمرار مثل هذه الحروب على دول المنطقة

كما إن أستمرار الحرب والأعمال العسكرية والغارات الجوية المستمرة في اليمن لا يمكن أن تؤدي إلي أي حل أو حسم على الارض وإنما مزيد من الضحايا والدمار والخراب كما إن أستمرار الخلافات السياسية التي تعيشها اليمن وانتشار اضطرابات عنيفة في أجزاء عدة من البلاد تدق ناقوس الخطر وتعزز حجم الكارثة التي تعيشها اليمن في ظل التنافس الإقليمي والدولي وحروب الوكالة التي ستكون نتائجها كارثيه علي كل دول المنطقة

ومن أجل أن تكون الدولة اليمنية القادمة دعامه أساسيه للأستقرار في المنطقة فلا بد من العمل على الحل والاتفاق السياسي باعتباره السبيل الأفضل للخروج من هذه الحرب وتقديمه كبديل للمخاطر المحتملةالتي تهدد مصالح كل دول المنطقة وبالذات المملكة العربية السعودية التي تواصل القوي الدولية أستغلالها بسبب الحرب في اليمن وبشكل ممنهج وتتعرض لاستنزاف قوتها على مختلف الأبعاد وعلى رأسها الاقتصاد.

*سفير بوزارة الخارجية

حول الموقع

سام برس