بقلم/ احمد الشاوش
أتحدث في هذه المقالة عن قصة إنسانية مؤلمة ومشهد حزين وممارسات خاطئة جرت أحداثها المرعبة يوم الاثنين ، بشارع القصر الجمهوري بصنعاء أمام معرض الخرباش ، على يد جن فالتين من هيئة الزكاة طعفروا بالمحلات التجارية وفي انتظار من يعيدهم الى قمقم الهيئة..

سيناريو بشع لا نجده إلا في مبندقي أفلام هوليود الامريكية منزوعي الرحمة وشياطين بوليود الهندية ، أبطالها بعض موظفي هيئة الزكاة الذين تجردوا عن الرحمة والعدالة والمصداقية بعد ان تحولوا الى سيف مسلط وسلطة ظالمة أمام صاحب "دكان " ضعيف يعيل اسرة كبيرة ، بعد ان تجاوزوا قواعد الوظيفة العامة والأمانة والنزاهة وضربوا بنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية عرض الحائط من أجل تحقيق مصلحة شخصية أو اشباع غريزة!!؟.

القضية ياسادة ياكرام ، ان مواطن يمني شريف مستأجر دكان لا تتجاوز مساحته " المتر في المتر والنصف " ، وضمارة لايتجاوز 70 سبعين ألف ريال " يمني " ، يبيع فيه ماء وعصير وأبو عودي ومناديل جيب وحوالي عشر حبات فول وفاصوليا وكيك أبو مائة ريال ، ونصف المحل عباره عن بواكت كيك فاضية كديكور لسد الفراغ ، إلا ان موظفي هيئة الزكاة الشداد الغلاظ ، المبندقين استغلو المواطن صاحب المحل الفقير ابشع استغلال دون أي وجه حق وحولوه وأولاده الجائعين الى ضحية بعد ان فجعوه وأصبح في حالة ذهول وصدمة من جور الكارثة بفرضهم عليه " زكااااة" بمبلغ 40 ألف ريال وفي رواية 50 ألف ريال ، رغم صورته الشاحبة وجسمه النحيل وعيونه الدامعة ومعيشته الضنكى وكفاحه على اطعام اسرته من ريع المحل الصغير الأقرب الى الصندقة بعد ان تقطعت به السبل كغيره من اليمنيين بقطع الرواتب وغلاء الأسعار وانتشار البطالة وملاحقة واذلال أصحاب المشاريع الصغيرة الذين يحاولون ان يأكلوا بالحلال بعيداً عن تكفف الناس وارتكاب الجرائم.

لكم ان تتخيلوا المشهد الرهيب والصورة الصادمة والحدث الفظيع الذي جمد صاحب المحل الفقير وحوله الى أشبه بجدار صامت امام العاملين عليها بقوة البندق ، الذين أثاروا المارة بجوار المحل وسط تعاطف وصياح وغضب أصحاب محلات التلفونات المجاورين له ، لكن صقور ونسور هيئة الزكاة كانوا جاهزين للفريسة دون رحمة أو شرع أوقانون أو خجل من الله.

شخصياً لا أعتقد ان رئيس الهيئة العامة للزكاة بصنعاء الشيخ شمسان أبونشطان ، يرضى بهذه التجاوزات المشينة والسمعة السيئة واستغلال الوظيفة وابتزاز وملاحقة وترهيب وتهديد أي تاجر سواء كان صاحب صندقة أو عربية أو بقالة اوسوبر ماركت أو رجل اعمال ، كون الزكاة فريضة من الله لتطهير المال والنفس وهي محددة بمبلغ معين في حالة دوران الحول عليها ، وفرضها على هذا البائع الصغير أوغيره من الباعة جريمة ومخالفة للنصوص القرآنية الصريحة وقانون البلاد.

كم كنت أتمنى ان يكون الشيخ أبو نشطان متواجداً في ذلك الموقف الرهيب بالصدفة كما ساقتني الاقدار الى ذلك الشارع مع احد الزملاء واحد أعضاء المجلس المحلي في اليمن الذي جن جنونه من الموقف المحزن ، لينظر الشيخ ابونشطان ، فجيعة صاحب المحل ومساحة المحل وبضاعة راعي المحل ومعاناته .. أكيد كان سيتأسف وينصف صاحب المحل ويوجه بإحالة الموظفين المتلاعب الى التحقيق ويعيد مال صاحب المحل رفعاً للظلم وتحقيقاً للعدالة ووقف الباطل .

لاننكر ان هناك موظفين محترمين وشرفاء إلا ان لسان الحال يقول ان البعض تحول الى مافيا في ابتزاز وترويع واختلاس الاخرين في غياب الضمير والقيم والخوف من الله وضعف الرقابة والمتابعة والدورات التي تصب في ثقافة النزاهة.. نأمل ان تصل الرسالة ، مالم فأن عدالة السماء أكبر من عدالة وطغيان الارض.

والله من وراء القصد

حول الموقع

سام برس