بقلم/عبدالباري عطوان
اليوم سفينة اماراتية وغدا إسرائيلية؟ هل باتت الملاحة في البحر الأحمر تحت رحمة “انصار الله”؟ وايهما أصدق الرواية الحوثية ام السعودية؟ وهل هي بداية النهاية للهدنة غير المكتوبة بين صنعاء وأبوظبي؟

سيطرت قوات خاصة تابعة لحركة “انصار الله” الحوثية على سفينة ترفع علم دولة الامارات العربية المتحدة وجرتها الى ميناء الحديدة فجر اليوم في تطور عسكري ينبئ بأن العام الجديد 2022 سيكون حافلا بالتصعيد العسكري على جميع الجبهات في الحرب اليمنية.

العميد تركي المالكي، المتحدث باسم التحالف العسكري، قال ان السفينة القادمة من جزيرة سوقطرة كانت تحمل معدات وأجهزة طبية، لإقامة مستشفى في جازان، لكن نظيره اليمني العميد يحيى سريع كذّب هذه الادعاءات، ونشر صورا وفيديوهات للسفينة داخل الميناء بعد السيطرة عليها، أظهرت وجود دبابات ومدرعات واسلحة على متنها الامر الذي اذا تم التأكد من وقائعه، وهي تبدو صحيحة، سيشكل حرجا كبيرا للتحالف بإثبات اختراقه لقرارات الأمم المتحدة التي تحظر ارسال أسلحة لأطراف الصراع على ارض اليمن.

اللافت أيضا ان اعتراض هذه السفينة، والسيطرة عليها، تزامن مع اعلان التحالف السعودي عن تصدي دفاعاته الجوية لطائرات حوثية مسيرة كانت تستهدف القاعدة العسكرية في مدينة الطائف شمال غرب المملكة، واستعادة قوات “انصار الله” حسب بياناتها للمواقع التي خسرتها في محافظة شبوة جنوب مأرب قبل أيام.

اذا تأكدت رواية العميد يحيى سريع المتحدث العسكري باسم حركة “انصار لله” بأن هذه السفينة المحتجزة إماراتية عسكرية وان الأسلحة والدبابات التي كانت على متنها قادمة من ابوظبي عبر جزيرة سوقطرة، ومتوجهة الى فصائل تابعة لها على الساحل الغربي اليمني، فإن هذا التطور قد يكون بداية النهاية، لاتفاق هدنة سري “غير مكتوب” بين حكومتي صنعاء وأبوظبي، جنب الامارات أي هجمات صاروخية حوثية طوال السنوات السبع الماضية.

امتلاك حركة “انصار الله” الحوثية هذه امكانيات العسكرية التي تؤهلها للسيطرة على سفن في مياه البحر الأحمر، تطور خطير في الحرب اليمنية المستمرة منذ سبع سنوات، وهذا يعني ان وحداتها الخاصة المزودة بزوارق سريعة، وقدرات عالية على الرصد والمتابعة، يمكن ان تتحكم بالملاحة البحرية في البحر الأحمر، ومضائقه، خاصة باب المندب.

لا نستطيع ان نستبعد العلاقة بين عملية السيطرة على هذه السفينة الإماراتية، وتطورات الحرب في مأرب، ومحافظة شبوه المجاورة، واحدث فصولها تقدم القوات الموالية للإمارات في هذه المحافظة، وابعاد محافظها السابق محمد بن عديو، واستبداله بآخر بتوصية إماراتية الامر الذي شكل ضربة قوية لحزب الإصلاح الاخواني، واحدث خللا في ميزان القوى في المنطقة.

دولة الاحتلال الإسرائيلي ستكون حتما الأكثر قلقا من هذا التصعيد العسكري في جنوب البحر الأحمر لان اكثر من 80 بالمئة من صادراتها تمر عبر هذا الخط البحري، سواء لدول شرق آسيا، او القارة الافريقية، الامر الذي يضع جميع سفنها التجارية، وربما العسكرية، عرضه وهدفا في المستقبل المنظور لعمليات مماثلة، وبمعنى آخر ان تصبح السفن الإسرائيلية تحت رحمة صواريخ وزوارق “انصار الله”.

اليوم الهدف سفينة إماراتية، وربما يكون الهدف غدا سفينة إسرائيلية، ولعله من المفيد التذكير بأن الهجوم بالطائرات المسيرة على احدى الناقلات الإسرائيلية في بحر عُمان قبل أربعة اشهر وفي ذروة حرب السفن كان “حوثيا” وليس إيرانيا، حسب بيانات الحكومة البريطانية التي تعهدت برد انتقامي جماعي، وارسلت قوات خاصة الى محافظة المهرة اليمنية المجاورة لسلطنة عُمان لحماية السفن الامريكية والإسرائيلية، ومطاردة منفذي الهجوم المذكور.

العام الجديد سيكون حافلا بالمفاجآت سواء في حرب اليمن، او على الجبهات الأخرى في فلسطين والعراق ولبنان.. وأول الغيث قطر.. والقادم اعظم.

نقلاً عن رأي اليوم

حول الموقع

سام برس