بقلم/ طه العزعزي
ليس ثمة إمكان للدخول في فضاء الفكر النقدي اليمني حين نريد الكتابة عن الإختلاف الفكري وطرح الرؤى المختلفة ، هذه الثقافة لم تثمر في اليمن وتكاد تكون منعدمة ، لم يحدث حراك فكري وكتابات نقدية كما حدث مثلاً في مصر إبان المواجهات الفكرية والنقدية العنيفة بين الأساتذة الكبار " العقاد " و" طه حسين " التي كانت تنشر في العديد من الصحف ، كان جهد وتصحيح أكثر من رائع ، في اليمن ولد حراك ثقافي ضئيل في البداية .

أيضا مجلة " الحكمة " شاهدة على ذلك ، ثم مات هذا الحراك ، كان الشاعر عبدلله البردوني يتغلب ويرد بقوة على مجادلية بالقصائد أكثرَ مما كان يبدع بها في المجال النقدي.

أما الناقد المقالح كان غالباً ما يفعلها بالكتابات والدراسات ، توفي بعدها البردوني وأغتنم مثقفي " المخساعة " من بعده بعض كتبه ودواوينه الشعرية من وسط منزله ، آه بس ، بالإضافة إلى أنه لم يظهر شاعر حتى الراهن الثقافي هذا بحجم الشاعر المبصر عبدالله البردوني.

بقي الدكتور عبدالعزيز كقطب حراكي ثقافي ونقدي فاعل ، دينامو ثقافي يشتغل ويبذل كل جهده على المستوى العربي والمحلي ، ومع هذا كله ، نتساءل ، أين هو الجيل من شباب ذاك الوقت ؟ ، كانوا مبدعين وأكثر ثورية وأنصهرت خيالاتهم بأفكار وتحولات مرحلية ومستقبلية.

لماذا لم يظهروا ؟ ، هل هُمشوا أو هَمشو أنفسهم ؟ ، يأتي الراهن الثقافي هذا مليء بالأسئلة والتعجبات وبالتفاصيل المزعجة لنا كجيل جديد ، كُتاب شباب وجيل أوسط وأعلى الرأس وهم جيل الكبار ، فكرة هرمية ، لدرجة أن المسؤلية الثقافية في إبداع المشهد المغاير صارت أقرب هوايةٍ من إبداع الوعي المغاير نفسه والمُساهمة في تجديد وإبتكار ثقافة خاصة لا تماشي ماهو سائد ولا تتحاكى مع كل المعطيات والمعادلات التي سبق وأنتجتها عقول قديمة متجددة كان يكفي لنا كتقدير قراءة نتاجها فقط ، ثم البناء من وعليها حتى خلق الوعي المواكب والحدثي لجيل الشباب في الراهن هذا ، الوعي الخاص بنا كفكرة انتاج.

*قاص وكاتب يمني

نقلاً من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس