سام برس
أكثر من ثلاثين سنة من التلوين على ٱوعية وتقنيات مختلفة والإشتغال على اسرار المدينة العتيقة الحاضنة للذاكرة الثقافية وعمقها الحضاري.

شمس الدين العوني

يمر الفنان التشكيلي محمد الرقيق بظرف صحي صعب منذ فترة و هو الذي يعيش من فنه و مع الالتأثيرات الكبيرة لجائحة الكورونا فهو لم يكف عن الاجتهاد و العمل حيث أصدر مؤخرا كتابا فنيا يختزل أكثر من ثلاثين سنة في تجربته مع الفن و التلوين و المعارض الخاصة و الجماعية في تونس و خارجها و خاصة اقامته الفنية قبل عشرين عاما بمركز الفن الحي بفرنسا و مشاركته الشهيرة في فعالية ثقافية تشكيلية بالصين ليترك هناك عديد الأعمال الفنية . حالته الصحية تستدعي المؤازرة و الدعم خاصة من قبل وزارة الشؤون الثقافية .

و في هذا الكاتالوغ الفني الصادر مؤخرا تنوع في النشاط و الأعمال الفنية و مختلف المشاركات و خاصة الأعمال التشكيلية التي شكلت أبرز عناوين تجربة محمد الرقيق منذ انطلاقاته الأولى أواخر ثمانينيات القرن الماضي .

يقول الفنان الرقيق عن هذا الكتاب "...ثلاثون سنة من التلوين على ٱوعية وتقنيات مختلفة والإشتغال على اسرار المدينة العتيقة الحاضنة للذاكرة الثقافية وعمقها الحضاري...اصدر كتابي هذا لعله بساهم في جانب تاريخي توثيقي فني للمدينة.الكتاب انجز بدعم من صندوق التشجيع على الابداع الأدبي والفني بوزارة الشوون الثقافية ،بلدية تونس ،تقديم الاستاذ والخبير في الفنون التشكلية علي الزنايدي وكلمة للدكتور مصطفى شلبي .."

الفنان التشكيلي محمد الرقيق جمع خاصة في المعرض الفني بالتوازي مع صدور الكتالوغ الفني الخاص و بقاعة يحيى بالبالماريوم بالعاصمة حيزا من أعماله الفنية الجديدة و المنجزة حديثا اضافة الى أخرى تشير الى تجربة أكثر من 30 سنة و هي أعمال مختلفة الأحجام و المواضيع و التقنيات و ذلك الى جانب اصدار كاتالوغ فني...كل ذلك في اطارمشروع عمل عليه منذ مدة ضمن دعم وزارة الشؤون الثقافية و تشجيعها على الانتاج. هذا و تنوعت لوحات الفنان محمد الرقيق و مشاركاته منها ما كان ضمن الفعاليات الثقافية لشهر التراث بفضاءات المدرسة السليمانية بالمدينة العتيقة و ذلك تحت عنوان (مدينة و تراث )قبل أشهر .

كاتالوغ فني أنيق سيتبعه لاحقا كتاب فني مهم حجما و مضمونا كما يقول محمد الرقيق و فيه تظل المدينة بعطورها و أصواتها و ضجيجها و تفاصيلها و مشهديته و.... مجالا شاسعا للفنان التشكيلي محمد الرقيق الذي عاش فيها و صارت له معها حكايات شتى بث منها شيئا قليلا في أعماله حيث المسيرة لديه مفتوحة على حالات متعددة من الوجد و الحنين و هو ما جعله يسافر في هذه المدونة الحياتية للمدينة ليبرز منها حيزا من أعماله كل سنة و خلال شهر التراث تحديدا من خلال معرض خاص عادة ما يكون بمدينة تونس التي هام بها فمنحته بعض أسرارها القديمة المتجددة في اللون و في التفاصيل..

مثل كتاب الفنان محمد الرقيق حيزا آخر من الذهاب في التجربة التي انطلق بها وفيها منذ حوالي ثلاثة عقود.. والتي انجذب فيها الرقيق الى المكان كوجهة جمالية وحاضنة لمشهديات مختلفة ومتعددة تعدد الثقافات والقراءات والنظرات أيضا..في هذا المعرض كانت الأعمال مفعمة بالبورتريهات والمشاهد والوجوه والحالات حيث يشتغل الرقيق بعناية وجمالية عرف بهما على تعابير الحياة و الأجواء " بالمدينة العربي " ... وهنا نلمس بالخصوص الفسحة الفنية من الابتكار والابداع.. الفنان محمد الرقيق نجده تواصل مع تجربته التي عرف بها منذ سنوات حيث برز باهتمامه بموضوع المدينة العتيقة بالعمل ضمن تقنيات مختلفة من الباستال الى الأكريليك للاحتفاء بمخلتف عناصر الفرجة والمشهدية التي عرفت بها ما يسميها عامة الناس «البلاد العربي» فنجد الأبواب والأقواس والأعمدة و«الصباط» والمقهى حيث الأشجار وظلالها وهيئات جلوس الرواد ولباسهم وكذلك الجانب الفلكلوري ومنه بالخصوص احتفاليات الخرجة..

وهكذا ..لقد استلهم الفنان محمد الرقيق من حركة المدينة ودأبها اليومي ونشاطها وعادات سكانها عددا من المواضيع التي يمكن أن نضعها تحت خانة أجواء المدينة ومنحها شيئا من احساسه الدفين تجاهها ...هذا الكتاب الفني " الكاتالوغ " يشمل مختلف محطات و تحولات العمل التشكيلي الفني في تجربة الفنان التشكيلي محمد الرقيق و يبرز جانبا جماليا من الحالة الابداعية المميزة لفنان يعمل رغم ظروفه الصحية الصعبة التي تتطلب تدخلا عاجلا من وزارة الشؤون الثقافية و الدولة لا سيما و أن الفنان في أوج عطائه الفني حتى لا يتسرب اليه ماء الاحباط و القطيعة مع الفن و الابداع.. هذا الاصدار هو بمثابة الخلاصة لثلاثين سنة من التلوين على ٱوعية وتقنيات مختلفة والإشتغال على اسرار المدينة العتيقة الحاضنة للذاكرة الثقافية وعمقها الحضاري.

حول الموقع

سام برس