بقلم/م/ يحيى القحطاني
اثبتت اﻷحداث والأيام والسنين العجاف قديماً وحديثاً، إنما جرى وما زال يجري على اﻷرض اليمنية، منذ عشرات السنين بأننا أمة معطوبة، بأدوات التخلف والجهل والتعصب والغباء السياسي، على يد قيادات اﻷحزاب السياسية وزعامات الجماعات الدينية والقبلية ، بمختلف مسمياتهم وتشكيلاتهم ومليشياتهم ..

هؤﻻء القيادات والزعامات التقليدية واﻹصولية، المتواجدون في خارج اليمن وداخله، حولوا دوائر اﻷحزاب والجماعات إلى إقطاعيات أبدية، لنافذين داخل ذلك الحزب أوتلك الجماعات، وتحولوا إلى هبارين وتجار حروب، مشاريع عصابات ومافيات مرخصة، غلبت عليهم ثقافة اﻹنتهازية واﻹقصاءات، واستحوذوا على كل مقدرات اليمن واليمنيين ..

تلك الزعامات والقيادات، ﻻ ترى أبعد من تحت قدميها، ومعيار النجاح لديها، إنما تتمثل بقدرتها على اﻹستحواذ، وإقصاء كل من يبحث عن معايير وطنية ونزيهة، لبناء الدولة اليمنية الحديثة، فتغول الفساد داخلها وتحكم في مقدراتها، وكانت وﻻ زالت تستدعي المشكﻻت، ﻻ لتحلها بل لتتواجه وتتحارب بها، وعجزت جميعها عن توفير العدالة اﻹجتماعية والمساواة، بين جميع أفراد الشعب اليمني، وممارسة الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة ..

تلك الزعامات والقيادات، كانوا وﻻ يزالون يرفعون شعارات تكتيكية لليمنيين، ﻻتسمن وﻻ تغني من جوع، بينما ظلت أزماتنا وقضايانا وحروبنا المديدة ضد انفسنا ومصالحنا، خارج مرمى الحلول في معيشتنا وأمننا، ﻻ يهمهم قتل اﻷطفال والنساء، وﻻ يأبهون بأحزان وآﻻم اﻷطفال اليتامى واﻷمهات الثكالى، ﻻيبالون بالجرحى والمرضى والمصابين، وﻻ يهمهم ما أحدثوه من شرخ جسيم في حياة الشعب

و ما حدث وﻻ زال يحدث في اليمن منذ سبعة أعوام، ﻷمر يدعو الى الذهول وإلى الوجوم، وأمر يشغل الفكر حقا، كيف يحدث كل ذلك طوال هذه اﻷعوام ولماذا؟ كيف اجتاح الباطل في نفوسهم وسحق الحق بداخلهم؟ كيف طغى الظلم على العدل فطمسه؟ وكيف ماتت الرحمة في قلوبهم؟ لماذا كل هذا القتل والخراب والدمار والبؤس على اليمنيين دون غيرهم من الشعوب ؟ ..

ومنذ سبعة أعوام واليمنيين يقتلون وأرضهم تدمر، والجزر والموانئ اليمنية تحتل، من قبل جيران السوء والحقد والكراهية، الذين يريدون نهب خيرات وثروات الشعب اليمني، باطلا في باطل، وحرام في حرام، تحت سمع وبصر العالم، وﻻ يلوح في اﻷفق ما ينقذ الشعب اليمني، من مأساته وﻻ ما يبشر بانفراج له، ﻻ لشيء وانما ﻷن هناك ترتيبات خطيرة ولعبة حقيرة، ضد اليمن أرض وإنسان لم تكتمل بعد ..

حتى الدول الصديقة المتدثرة بثياب الديقراطية والعدالة واﻹنسانية لشعوبها، والظلم والعنف واﻹبادة للشعوب اﻷخرى، يعلم الله بكل شرورهم الكامنة في نفوسهم، ويرى سبحانه وتعالى افعالهم، وبالتأكيد سيرينا الله فيهم عذاب ومحن في الدنيا واﻵخرة، وسينجي الله الشعب اليمن، من بطشهم وطمعهم وطغيانهم، فهو المنجي وهو الحافظ للشعب اليمني، والله من وراء القصد ..!!

حول الموقع

سام برس