سام برس
*فسحة مختلفة مع الفسيفساء في شغف فني و جمالي محبذ للنفس و للنظر و للتأمل و التأويل..

شمس الدين العوني

الفن ..هذا الذهاب عميقا بحثا و تمحيصا و تأملا بما يستجيب للممكن الجمالي نهجا و تخيرا حيث المجال للقول بالحواس تبتكر ألوانها الملائمة و أساليبها في كثير من الشعرية...شعرية الحال و الأحوال ..

ثمة ما يشبه القلق حيث القلق ذاك العناد البعيد الموصل الى دهشة في الأقاصي..ثمة نظر تجاه العميق و الكامن في الذات من جليل الأسئلة حتى تبرأ النفس من أدرانها و هي تعارك الريح بفخار نادر..ثمة هيام و بهاء..و امرأة بابتسامتها تضيء كل الجهات..الفن نور يسعى في الأمكنة و الأرجاء يعلي من شؤون المتعة في الحواس و هي تتقصد فكرة تجميل العناصر و التفاصيل و الأشياء ..

هكذا هي لغة الفن و نحن نمضي في دروبه الشتى نشدانا لما به تسعد الذات و هي تثيم في أكوانها بروح طفل و شموخ فراشة و بهاء نسيم عابر ذات مساءات صيف..ها اننا نصل الى متاهات الفن التشكيلي الجميلة و الصعبة و هي تعيدنا الى الكينونة حيث العبارة يانعة و الفكرة جمال و اللعبة باذخة ..كل ذلك في حيز من ألق التشكيل و مغامراته الرحبة...

هي فنانة تشكيلية تخيرت نهجها الجمالي في عوالم الفسيفساء الشاسعة بأسلةبها و فكرتها و طفولتها المتحدثة فيها لتأخذنا الى معرضها المميز الحاضن أعمالها الفنية وفق منحاها الجمالي المخصوص.
هو معرض الفنانة التشكيلية هناء كريشان في الفسيفساء بالمعهد العالي للفنون والحرف بصفاقس بادارة الدكتور الفنان فاتح بن عامر و الذي يتواصل الى غاية يوم الاربعاء 8 جوان الجاري حيث كان افتتاحه يوم الجمعة 27 من ماي المنقضي و ذلك وفق عنوان متخير هو " Contexture/Contextile".

ان جولة متأنية بين الأعمال الفنية المعروضة للفنانة هناء كريشان تأخذنا الى عوالم من الجمال حيث الدقة و اللعب بتقنيات الموزاييك وفق جماليات النسيج في ضروب من التناسق و التلاؤم فكأننا في سفر بابعاد متعددة في ما يشبه مناخات الرقمنة و الزخرف المرقمن ..و هنا عملت هناء الفنانة بحساسية خاصة للخروج عن التعاطي الفسيفسائي المألوف شكلا و مضمونا..
فسحة مختلفة مع الفسيفساء في شغف فني و جمالي محبذ للنفس و للنظر و للتأمل و التأويل..و هذا ما يفسح المجال شاسعا للغوص في اكوان الأعمال نظرا و مساءلة و تقبلا .. وفق لعبة الفن العميقة وعيا و وجدانا و تقصدا للآفاق الرحبة..

هذا المعرض يشهده رواق المعهد العالي للفنون والحرف بصفاقس و بتعاون مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بصفاقس و قد حضر حفل افتتاحه عدد من الفنانين و أساتذة المعهد و أحباء الفنون الجميلة و قام بتقديمه كل من مدير المعهد العالي للفنون والحرف بصفاقس الدكتور فاتح بن عامر و الأستاذ محمد الهادي دحمان و الأستاذة ألفة معلى و الفنان والمؤرخ ومحافظ موقع تابسوس الأثري : ابراهيم الدقي و الفنان والناقد الدكتور خليل قويعة و بحضور ضيوف منهم نجيب بوثلجة ممثلا عن جامعة صفاقس و ليلى بوطبة ممثلة عن المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية.و نسقت هذا المعرض الأنيق الفنانة الممتازة الأستاذة المعرض فاطمة دمق و بمصاحبة مميزة لهذا المعرض من قبل الفنان والمبدع حلمي الجريبي مع حضور الأساتذة و الفنانين سميرة عروس و محمد الرقيق و خليفة البرادعي و هندة بوحامد و فاطمة الزهراء حاجي و اسلام بلحاج رحومة و هالة هذيلي بن حمودة ...

و في هذه الاحتفالية و في خانة التقديم ورد ما يلي "...الفسيفساء من البوني الى الروماني الى البيزنطي الى الاسلامي الى الصفاقسي ...... بدعوة كريمة من ابنتي الدكتورة هناء كريشان توليت تدشين معرضها الثاني صحبة الدكتور فاتح بن عامر مدير المعهد العالي للفنون و الحرف بصفاقس و الاستادة الفة معلى و جمع من الاستادة و ممثلة مندوبية الثقافة و جمع غفير من الضيوف و رجال الثقافة .... وبهده المناسبة الكريمة أثني على السيد رشيد الفخفاخ الدي كان له شرف بعث مادة الفسيفساء بالمعهد و انتدبني صحبة السيد محمد الشريف و نجوى عياد في البداية لتعليم مادة الفسيفساء خاصة و ان ألمدينة تزخر بالتاريخ و اليوم امام عملاقتين هناء كريشان و نسرين الغربي طورا فن الفسيفساء الى الأحسن ..الف مبروك لنجاح هذا المعرض ..".

معرض و تجربة أخرى و نشاط في انفتاح هذا المعهد عى الساحة الفنية من حيث تقديم أعمال لتجارب مختلفة أمام جمهور الفنون و أحباء الابداع التشكيلي عامة.

حول الموقع

سام برس