بقلم/ يحيى يحيى السريحي
قطبي العالم الرئيس الامريكي جو بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، كلاهما في مهمة تخدم بلديهما وإسرائيل ، وزعماء العرب والمسلمين كما جرت العادة لديهم سواء إبان حكم الزعماء السابقين أو الحكام اللاحقين ( الحاليين ) تجدهم خشب مسندة ، أشبه بالاموات سريريا فهم في غيبوبة وعدم دراية بمصالح أوطانهم وشعوبهم !! .

هكذا يراد لهم وهم لذلك مطيعون ، سائرون وملتزمون ! لم يتعلموا من عشرات الزيارات ومئات اللقاءات وألوف البرتوكولات والاتفاقيات الموقعه مع رؤساء امريكا وروسيا أنهم ليسوا أكثر من بيادق ، ولن يجنوا من تلك الزيارات والمقابلات والمؤتمرات سوى مزيدا من المؤامرات والاحتقانات البينية وتعميق الخلافات واستمرارها ، وخسائر مالية يتجرعونها لصفقات سلاح بالمليارات لمزيد من القتل واراقة الدماء العربية والاسلامية ، وتأليب الحكومات العربية والاسلامية على بعضها البعض ..

واقتصاديا استمرار بقاء الاقتصاد العربي كمستهلك زراعيا وصناعيا لأن السوق العربية تدر الوف المليارات على الخزائن الغربية والامريكية وبقاء العرب مستهلكين لكل شيئ مطلب القوى العظمى المهيمنه على ضعفاء دول العالم ومنها الدول العربية والاسلامية التي لا يراد لها النهوض والخروج من وصاية أمريكا والدول الغربية وروسيا تحديدا ، أما سياسيا فالعرب أقل من أن يكون لهم كلمة مسموعة أو حق يسترد وليس أدل على ذلك من أرض فلسطين المغتصبة بالقوة ولم يستطيع حكام العرب وزعمائها استرجاعها لاكثر من اربعة وسبعون عام ، بل على العكس من ذلك كله نجد الصهاينة يتمادون ، ويتوسعون ، وتزداد اطماعهم أكثر وأكثر سواء في الاراضي العربية الفلسطينية ، أو في جولان السورية أو الاراضي اللبنانية ..

فماذا كسبت العرب من زيارات زعماء أمريكا وروسيا حتى يهلل لها البعض ويكبر لها البعض الآخر ؟! الرئيس الامريكي بايدن كما هو حال كل الرؤساء الأمريكيين قبله باع الأوهام للفلسطينيين وقدم الدعم اللوجستي والسياسي والمادي لإسرائيل ، وأكد بايدن حرص بلاده على أمن إسرائيل ، وفي المقابل لم يحصل الفلسطينيين حتى على الوعود الكاذبة المعتادة من الامريكان بما يسمى خطة فصل الدولتين التي ينادي بها زعماء امريكا منذ عقود ولا ينفذ من ذلك الوعد شيئ ، بل ان بايدن وقع مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني يائير لبيد ما يُسمى بإعلان القدس التاريخي الذي أثار غضب الفلسطينيين لأنه يعطي الحق لدولة الاحتلال باستهداف كل من يشكل خطرا عليها..

وفي زيارة بايدن للسعودية الهدف منها الضغط على آل سعود لزيادة انتاج النفط السعودي لتغطية العجز الذي سببته الحرب الروسية على أوكرانيا ، والعمل على سرعة الدفع بعجلة التطبيع مع الكيان الصهيوني بما يحقق الأمن القومي لإسرائيل ، وكان من ثمرة ذلك أن اعلنت السعودية فتح مجالها الجوي أمام جميع شركات الطيران الاسرائيلية ، ولن تحصل السعودية إلا على الخسران المبين ..

أما الرئيس الروسي بوتين ( أبو علي ) كما سماه الصحفي الجهبذ الراحل محمد حسنين هيكل الى طهران فهي لضمان انضمام ايران لحلف المقاومة التي تتزعمه روسيا الى جانب الصين وكوريا الشمالية ضد محور الغرب التي تتزعمه امريكا ، والتنسيق المشترك بين الجانبين الروسي والايراني في الجوانب السياسية والاقتصادية والتجارية ، فزيارة ابو علي وراها ما وراها من المصالح التي يتمناها بوتين لبلده .

روسيا كأمريكا لا تبحث إلا عن مصالحها فليس لدى حكامها مبادئ ولا قيم ولا يجب الوثوق لا بروسيا ولا بأمريكا لو كان حكام العرب يفقهون ، وتأريخ علاقات الدول العربية مع تلك الدولتين يشهد عليهما وليس لهما ،

فعلاقة العراق اثناء حكم صدام حسين مع روسيا قد بلغ أوجه من المتانة ومع ذلك باع الروس صدام حسين ببضعة مليارات من الدولارات في حرب الخليج الثانية ، وكذلك فعل الروس مع حليفهم معمر القذافي الذي انقذ الاقتصاد الروسي من الانهيار وقدم عشرات المليارات من الدولارات مساعدة للروس ووقع معهم عديد من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية ، وحينما سقط معمر القذافي في 2011 لم تساعده روسيا او تحميه بل ضلت متفرجه حتى لقي حتفه !!.

هذه حقيقة أمريكا وروسيا ، وصدق من قال المتغطي بالامريكان أو الروس والغرب عموما عريان !! عزة العرب ونصرهم على اعدائهم وقوتهم سيكون حينما يتخلون عن الارتهان للامريكان والغرب ويتحدون فيما بينهم ، وينفذون ويلتزمون بقوله تعالى:

( وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْ ۚ وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِۦٓ إِخْوَٰنًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍۢ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) صدق الله العظيم

حول الموقع

سام برس