بقلم/ حسن الوريث
لا أدري من الذي أشار على هيئة النقل البري بأن تقوم بتوزيع ملابس عليها شعار الهيئة على البلاطجة الذين ينتشرون في الشوارع لجباية الأموال من أصحاب وسائل النقل "الباصات" ؟ ولا ندري أيضا ماهي الحكمة من تحويل هؤلاء الأشخاص البلاطجة إلى الجباية والتقطع للسائقين بالزي الرسمي بعد أن كانوا يعملون بشكل شخصي أو يتبعون المتعهدين وليس الدولة؟.

سيدي الوالي..

اقرت هيئة النقل في اجتماع رسمي أن توظف هؤلاء الأشخاص لديها ليقوموا بمهمة التقطع لأصحاب الباصات والسيارات في الشوارع وبين المدن وهي بذلك اعطتهم الصفة الرسمية وشرعية عملهم واصبحوا بدلا من العمل على الأقل وهم يتوقعون أن يتم القبض عليهم في لحظة لان عملهم خارج إطار القانون اصبحوا يعملون بلاطجة وعلى عينك يا مواطن لانهم صاروا رسميين ولذر الرماد في العيون أعلنت الهيئة أنها لن تسمح لأي منهم بأخذ أموال من السائقين لكنهم لم يلتزموا بهذه التوجيهات ومازالوا على عادتهم لان اصل عملهم هو الجباية وليس غيرها.
سيدي الوالي..

سأذكر لكم نموذجين فقط والأمر ينسحب على البقية النموذج الأول.. اثنين من الأشخاص يتنقلون بين خلف وزارة الصناعة والتجارة وتحت جسر جولة سبأ كانوا يتقطعون لأصحاب الباصات ويأخذون منهم اموال بقوة الصميل والآن مازالا موجودين في نفس الاماكن احدهما يرتدي زي هيئة النقل والأخر مازال بزيه الشعبي التقليدي لكن عملهما لم يتغير في التقطع لأصحاب الباصات وجباية الأموال منهم بالقوة والنموذج الثاني في جولة الساعة نفس الأشخاص الذين كانوا يتقطعون لأصحاب الباصات ويأخذون منهم اموال بقوة الصميل تم توزيع الزي الرسمي لهيئة النقل وبنفس المهمة وكما قلت ان هذا الأمر ينطبق على جميع بلاطجة الشوارع الذين تحولوا إلى الزي الرسمي لهيئة النقل ومازال عملهم هو الجباية.

سيدي الوالي..

السؤال الذي يفرض نفسه هل عجزت هيئة النقل عن إبتكار طريقة لجباية الأموال غير هذه الطريقة ونحن في القرن الحادي والعشرين حيث التطورات التكنولوجية والعلمية هي المتحكم في الأمر ؟ وهل هناك ثمة شيء وراء تحويل البلاطجة في الشوارع إلى بلاطجة بالزي الرسمي؟ وهل هذه المناظر للبلاطجة وهم ينتشرون بصميلهم في الشوارع يشرف الدولة ؟ وهل هذا ضمن الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة التي شغلتونا بها ليل نهار ؟ وهل هذا الصميل الموجود هو الحل رغم انه يؤكد غياب الدولة بكافة أجهزتها بل ويشوهها؟.. وهل هناك من سيحاسب الذين اعطوا البلاطجة الصبغة الرسمية والشرعية ؟ أم أن كل يعمل على هواه دون حساب أو عقاب وكما يقال .. كل يغني على ليلاه.. ليلى من الإنس أو ليلى من الخشب؟.

سيدي الوالي..

اعتقد ان السكوت على هذه المناظر والتصرفات سيؤدي إلى انهيار منظومة الدولة والحكومة اذا لم يتم تدارك الأمر وبالتالي لابد من اعادة النظر في هذه القرارات العوجاء والهوجاء ودراسة الحلول والمعالجات السليمة والعملية التي تصون كرامة الإنسان والدولة بعيدا عن صميل البلاطجة الذي يشوه صورة الدولة والحكومة ويجب على رئيس الحكومة تشكيل فريق عمل من الجهات المعنية في وزارات النقل والداخلية والإدارة المحلية والشئون القانونية والسلطات المحلية في امانة العاصمة والمحافظات لدراسة الأمر والخروج برؤية واضحة لإزالة البلاطجة من الشوارع والطرقات وأول خطوة هي استعادة الزي الرسمي الذي أعطى شرعية لهؤلاء البلاطجة لجباية الأموال بصفة رسمية.. فهل وصلت الرسالة سيدي الوالي أم أن الأمر سيبقى كما هو ويظل المواطن تحت رحمة صميل البلاطجة بالزي الرسمي؟.

حول الموقع

سام برس