محمد حزام
كم نسعد كثيراً عندما نجد اهتماماً من قبل وسائل الإعلام بالحالة الأمنية والقيام بتشخيص أسباب الإخفاقات والإشادة بالنجاحات، ونسعد أكثر بالنقد البناء الهادف إلى إيجاد معالجات للمشكلات التي تشهدها الساحة اليمنية. ولكن بالمقابل كم نتألم عندما نجد بعض وسائل الإعلام قد اتخذت موقفاً عدائياً مع أمن اليمن واستقرار أبنائه، من خلال ما تبثه عبر الأثير " صوت وصورة " أو تنشره على صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية من أخبار إما كاذبة %100 أو %50 أو صادقة ولكن تأويلها كاذب %100. فبعض هذه الوسائل الإعلامية لا يحلو لها سوى إثارة الفتنة بين أبناء اليمن سواء كانوا أحزاباً أو قبائل أو مذاهب أو غير ذلك لتذكي جذوة الصراع بينهم ليصلوا إلى حد الاقتتال، ثم نجدها تنشر أخبار الانتصارات لهذا الطرف على ذلك لتدفع الآخر للانتقام وهكذا. ومن يتمعن إلى ما ينشر بين السطور سيتبين له كذب هذه الوسائل خاصة عندما تنشر أخباراً عن رئيس الجمهورية مثلا على أنه قد قال كذا وأنه هدد الطرف الفلاني وأن الطرف الآخر توعد بالكثير و....إلخ وكأن الصحفي يجلس على مقربة من الطرفين يسمع هذا ورد ذاك!!؟ والهدف بالطبع هو شق الصف وإيغار النفوس وإشعال نار الفتنة بين مختلف الأطراف المتعددة الوجهة والتوجه. أما ما يدعو للغرابة فيكمن في الحملة الشرسة على رجال الأمن والتشفي بمن سقط منهم على أيدي أرباب الجريمة والإرهاب أو بمن أصيب منهم أثناء أداء الواجب، وكأنهم في عداء مع رجال الأمن، وكأن الصحفي ناطق رسمي باسم المجرمين والإرهابيين، بل إن الأمر قد وصل ببعض وسائل الإعلام القيام بإجراء لقاءات مع الإرهابيين لتبرير أعمالهم الإجرامية وتلميع صورهم أمام الجمهور و...و إذا لم تستح فاصنع ما شئت، لذا فقد أصبح من الضرورة بمكان قيام الجهات المختصة بدورها وفي المقدمة وزارة الإعلام ونيابة الصحافة لتنظيف وسائل الإعلام من دنس هذه الوسائل لتحافظ على اللحمة الوطنية والابتعاد عن هذا المنعطف الصحفي الخطير الضار بأمن اليمن واستقرار أبنائه.. ولعل وعسى.

حول الموقع

سام برس