عبدالكريم الرازحي
نقطة واحدة فقط لكل حزب، ولكل شيخ، ولكل مواطن نقاطه الخاصة به.البعض لديه خمس نقاط ،والبعض الآخر تسع نقاط،وهناك من لديهم عشرون نقطة .
أما أنا فعندي نقطة واحده فقط، وهي :إلغاء جميع النقاط .
طبعا لا أقصد بالإلغاء هنا إلغاء نقاط الآخرين، وإنما أقصد بذلك إلغاء النقاط العسكرية المنتشرة في الشوارع والأزقة وعند كل منعطف.
فثمة في صنعاء اليوم ألف نقطة ونقطة، وبين كل نقطةٍ ونقطةٍ نقطة.
طيب .. هناك قطع ماء، قطع كهرباء ، قطع طريق ،قطع أرزاق، قطع رؤوس.
فلِمَ لا يقطعون علينا العسكر ولو ليوم واحد ؟
نفسي يوم أخرج من البيت ألُفْ شوارع صنعاء وأفاجأ بالنقاط العسكرية مقطوعة وغير موجودة .
انتبهوا تعتقدوا أنني أكره العسكر .. أبدا انا لا أكره العسكر ولا أكره الشرطة، ولا أكره أحداً.
فقط أريد القول بأنه ليس بالنقاط العسكرية وحدها ولا بالانتشار المسلح يستتب الأمن .
ثم إن النقاط العسكرية تخيفني وتبعث الخوف في نفسي.. وسواء كنت راكباً أو ما شياً أشعر بالخوف عند كل نقطة، ويعتريني إحساس بأن هذه النقطة أو تلك زُرِعت في هذا المكان أو ذاك خصيصاً من أجلي، وأنني الهدف، وأن عسكر النقطة بانتظاري، وسوف يقبضون عليَّ لا محالة.
حتى إذا ما عبرت النقطة ومررت بسلام قلت محدثا نفسي: إن كان عسكر النقطة هذه يا رازحي طلعوا أغبياء وتركوك تفلت من بين أيديهم فإن عسكر النقطة التالية لن يكونوا بنفس الغباء، وهم لن يتركوك تفلت من عيونهم ولا من بين أيديهم حتى لو كانوا عميانا.
ولعلمكم أنا خائف كبير.. لكن هذا الخوف من النقاط ليس خوفي وحدي وإنما هو خوف الجميع، الكل يخاف من النقاط العسكرية، بما في ذلك العسكر أنفسهم، والكل يضيق بها ويتضرر من وجودها. وبصدقٍ أقول، والحق يقال: النقاط العسكرية زادت بعد الثورة الشبابية وانتشرت في وجه العاصمة كأنها الجدري.. وأنت عندما تحتج أو تسأل بعض الثوار وتقول لهم: لم كل هذه النقاط؟
يردون عليك قائلين بأن ما تراه منتشراً في الشوارع ليست نقاطاً عسكرية وإنما هي نقاط ثورية، الهدف منها ملاحقة أعداء الثورة وحمايتها من كل الحاقدين والمتربصين.
حينما سمعت كلاماً مثل هذا انتفخ قلبي من الرعب وشعرت به يخفق مثل شراع مركب امتلأ بالريح.
ذلك لأنني بطبيعتي أخاف من الثورات ومن النقاط الثورية ..فما بالكم عندما تكون هذه النقاط نقاطاً عسكرية وثورية.

حول الموقع

سام برس