أحمد عبدالله الشاوش

طغت وسائل الإعلام المرئية في الفترة الأخيرة خصوصاً بعد انتشار الفضائيات وبلا حدود نتيجة لمناخات الحرية حتى أصبحت هذه القنوات الفضائية الشغل الشاغل للرأي العام على مدار الساعة، وأصبح المشاهد والمتابع لا سيما في المنطقة العربية مذهولاً ومهووساً وأسيراً لثقافة الصورة تطارده أينما وجد في غرفة نومه ومكتبه وأثناء إجازته وزحمة أعماله يتلقى الكثير من المعلومات والأخبار والتحليلات والكثير من البرامج السياسية وزحمة أعماله يتلقى الكثير من المعلومات والأخبار والتحليلات التي تبثها الفضائيات التي صارت أشهر من نار على علم محققة الريادة وأصبحت تلك البرامج بمثابة موائد الإفطار المختلفة بل إن المشاهد غدا عجينة سهلة لسياسة بعض الفضائيات وأشبه بوعاء قابل للتعبئة بالكثير من الأفكار والرؤى وتؤثر فيه تأثيراً بالغاً في سلوكه وقيمة واتجاهاته وملبسه ومشربه وإشباع رغباته الجامحة سلباً وإيجاباً وبهذا التأثير شكلت وسائل الإعلام المختلفة ثورة جامحة وإعصاراً شديداً وفي طليعتها الفضائيات التي وصلت رياح التأثير فيها وأمطارها الإعلامية مباشرة إلى كل مكان وبعيداً عن مقص الرقيب التي تعودت الأنظمة الديكتاتورية على تفعيله خوفاً من المعرفة وحفاظاً على بقائها في السلطة وكان لثورة الشعوب الطامحة إلى حرية التعبير والتغيير الأثر البالغ في قلب المعادلة خصوصاً بعد ثورة الربيع العربي وأزماته وما صاحبها من تصدع الأنظمة العتيقة التي أصبحت عاجزة من أن تحد من حرية الإعلام بمختلف وسائله أو تقف في وجه التكنولوجيا المتطورة التي صارت حرة في السماء كزخات المطر وعجزت الكثير من الأنظمة رغم سلطاتها وسطوتها عن إعاقة عجلة التغيير والحرية الإعلامية وتدفق أخبارها بعد تحرر المارد من القمقم الذي أجبر تلك الأنظمة ومراكز القوى الفاسدة على الرحيل والتكيف مع الواقع وأصبح الجيل الجديد هو الرهان والأمل الحقيقي لحمل لواء الحرية وحامي الديمقراطية وباني النهضة الحديثة بعد أن غادرت القيادات الهرمة ومقص الرقيب وأصبحت مجرد أثر في عالم الإعلام الحر فهل آن الأوان لجميع القوى السياسية والفكرية والعاملين في مجال الإعلام أن يحافظ على النهج الديمقراطي وحرية التعبير التي كانت الشرارةالأولى لأحداث التغيير والانطلاق نحو آفاق المستقبل..


حول الموقع

سام برس