سام برس
الفنانة التشكيلية عائدة الكشو خروف تواجه"Deforestation" في ايام قرطاج للفن المعاصر في دورتها الثالثة :

" ماء، نار، تراب، هواء" عمل من من 4 لوحات لمعالجة ما تعيشه الطبيعة من تصحر واندثار للغطاء النباتي..

شمس الدين العوني

تعددت مشاركات الفنانة التشكيلية عائدة كشو خروف من خلال حضورها في الفعاليات الثقافية و الفنية و معارضها الخاصة و الجماعية بتونس و خارجها و في هذا السياق تقدم لجمهور فعاليات مهرجان أيام قرطاج للفن المعاصر الدورة الثالثة عملا فنيا تشارك به ضمن اعمال لفنانين من تونس و الخارج و هو عمل يوجه رسائل جمالية انسانية للحفاظ على توازن البيئة عبر عدم تدمير الطبيعة و اقتلاع الاشجار لدورها الجمالي و البيئي و الحياتي و ها المجال تشتغل عليه من خلال سنوات في توظيف الفن و الاعمال الفنية للقول بالبيئة و الطبيعة و المناخ و ما به يسعد الانسان حين يحافظ عليه.
اللوحة مميزة في جانبها الفني و عنوانها " ماء، نار، تراب، هواء" Deforestation حيث تم عرضها في الجناح الدولي لأيام قرطاج للفن المعاصر ، في مدينة الثقافة في تونس العاصمة المنتظمة بتونس.و عن هذه التجربة و عملها الفني هذا تقول الفنانة عائدة "...هذا العمل الفني " ماء، نار، تراب، هواء" يتكون من 4 لوحات تعالج إشكال ما تعيشه الطبيعة من تصحر ومن اندثار للغطاء النباتي . مواد الانجاز تم اختيارها بناء على تلك التي لم تتضرر من التلوث البيئي كالخشب والحجارة والمواد المعدنية. جسدت هذه المواد الاطار الحامل الحاوي والمحيط بفضاء هندسي تسكنه ورقة شجر، أوردت الورقة في هذا الاطار إختزالا للعنصر النبا ت الذي هو رمز الحياة بامتياز ومحرار سلامة المحيط والذي هو اليوم يعيش حالة اضمحلال. من هنا كانت فكرة ربطها بالعناصر الاربعة رمز الحياة رغبة في إعادة بعث الحياة فيها من جديد . على هذا الاساس عالجت اللوحة الأولى أوراق الشجر حين أدمجتها في عجينة من الصابون، عجينة قابلة من أوراق إذا ما لامست الماء وتفاعلت مع مكّوناته لمّدة من الزمن. الاشارة إلى الماء بما تحويه كانت في هذا العمل ضمنية ونتائجها أيضا من باب التخمين أحالت على ما يعيشه الغطاء النباتي من اندثار بسبب عوامل التص ّحر. أ ّما اللوحة الثانية فقد شملت ذات العنصر النباتي(الورقة) غير أ ّن الورقة كانت في هذا العمل مفردة ومهترئة تلامس فتيل شمع يمأل المربّع الحاوي لها، في إشارة لنار قابلة لاندلاع في كل وقت لتأتي على بقايا الورقة كما تأتي الحرائق سنويا على هكتارات من الاشجار الخضراء وتجعل الحقول الفالحية قفرا وخرابا، ثانية كانت الاشارة للنار ضمنية في حين حضرت الورقة بصفة فعلية. في اللوحة الثالثة لم تتواجد الورقة فعليا في الفضاء المربّع وانّما أثرها فحسب المطبوع على تراب، ذلك الذي أصابه التص ّحر وبات خال من أي عالقة بالحياة. حضر التراب هذه المرة وح ضرت الورقة بالايحاء فحسب. أ ّما اللوحة افا م ئ وجود. الرابعة فتضمنت صندوقا بهواء غابت عنه الورقة تماما وكأنّه اضمحل في هذا العمل أيضا حضر الهواء رابع عناصر الحياة لكن اختفت فيه الورقة عن الحضور. وفي ذلك إشارة إلى ما يطرأ على الهواء من تغيّر جراء نقص الأشجار أو انعدامها بفعل سبب من الأسباب...".عمل فني موجه لرسالة بينة و مشاركة للفنانة عائدة التي تواصل عملها الفني التشكيلي من خلال الحضور في الفعاليات الوطنية و الدولية المتعددة.

حول الموقع

سام برس