عبدالله الصعفاني
بعض سكان حي السنينة المتداخل مع منزل الرئيس هادي واقفين في حيص قوي وبيص أقوى ..والسبب أنهم صدّقوا التحريض في المساجد والساحات بعدم جواز تسديد فواتير الكهرباء لأن الفلوس ستذهب إلى عفاش، حسب تعبيرهم الثوري آنذاك .

مشكلة هؤلاء المواطنين -وهم متواجدون في أحياء عديدة- أن كهرباء اليوم تقوم بفصل التيار عن منازلهم حتى يسددوه فيما الذين حرضوهم على رفض التسديد اختفوا أو على الأقل رددوا الشطر الشعري المفترض .. دعمم كما دعممت من قبلك الأمم.. أو في رواية أخرى فص ملح وذاب.

ومن المروءة أن يتم تسوية وضعهم لأنه إذا كان أصحاب المنازل انطلت عليهم الخطب التحريضية برفض التسديد ليست سوى حلقة في مسلسل كأن الكذب فيه منهج لتدور الدائرة اليوم وتفشل كل مساعي المحرضين في تمتين عصيدة الثورة.

والأمر على أي حال يذكّر بمواقف تستدعي «كما تدين تدان»، فالذين شجعوا على الاحتجاجات الفئوية صاروا لا يطيقونها بل وينسبونها إلى ما يسمونها القوى التي تقاوم التغيير فيما ليست في الحقيقة سوى حصاد أعمالهم التي لم يسلم منها حتى أبناء القوات المسلحة والأمن الذين تم الدفع بمجاميع منهم إلى الشوارع فيما جرت محاصرة الذين لم يخرجوا في أكثر من مكان وهاهو المشهد يتكرر بما نشاهده من احتجاجات لمن يلبسون الكاكي في عمران .

ولقد لفت نظري أحد القيادات الطلابية في مقابلة تلفزيونية وهو يبرر لخروج طلاب على قواعد العلاقة بين الطالب والأستاذ والجامعة بالقول: هؤلاء يضيقون لمطالبنا المشروعة هم أنفسهم الذين كانوا يحرضوننا قبل ثلاثة أعوام فما الذي تغير ليغضبوا الآن؟ .

الذين ضاقوا ذرعاً بالاحتفاء بعيد سبتمبر زمان بحجة أننا أولاد هذه الصباحات عادوا يحذرون من إمامة الحوثي ويعلنون الخوف من قوى تريد إلغاء الذاكرة الوطنية.

وكلها أمور تذكر بذات المفارقات مثل صخر الوجيه قبل ثورة الشباب وصخر الآن، ومثل الهروب من ثورة ما يغلبها غلاب إلى المطالبة بأن يحفر كل مواطن على جبهته «الصبر مفتاح الفرج». الأمثلة كثيرة وكلها تبدأ وتمر وتنتهي عند القول «كما تدين تدان»..! جمعتكم مباركة

عن اليمن اليوم

حول الموقع

سام برس