سام برس
الجائزة الاولى وقيمتها خمسة الاف دينار للشاعر علي الحرابي من قرية نويل ولاية قبلي والجائزة الثانية وقيمتها أربعة الاف دينار للشاعر فوزي بوقطف من الحامة ولاية قابس و الجائزة الثالثة وقيمتها ثلاثة الاف دينار للشاعر طيب الهمامي من تستور ولاية باجة..

ندوة فكرية و نقاش بناء حول المسائل المتعلقة بالرقمنة و النشر و العروض في الشعر الشعبي..
مسابقات و قراءات شعرية وندوة فكرية واو جوائز .. مع مشاركات من ليبيا والجزائر.

شمس الدين العوني

اختتمت يوم الأحد 10 سبتمبر الجاري بسبيطلة من ولاية القصرين فعاليات الدورة 48 للمهرجان الوطني للشعر الشعبي وسط أجواء من الاحتفاء بالمتوجين و التكريمات حيث تلقى المشاركون بعد تشويق نتائج المسابقة الوطنية للشعر الشعبي لهذه الدورة ليكون المتوجون بجوائز المهرجان كالتالي:

الجائزة الاولى وقيمتها خمسة الاف دينار للشاعر علي الحرابي من قرية نويل ولاية قبلي و
الجائزة الثانية وقيمتها أربعة الاف دينار للشاعر فوزي بوقطف من الحامة ولاية قابس و
الجائزة الثالثة وقيمتها ثلاثة الاف دينار للشاعر طيب الهمامي من تستور ولاية باجة..

و قد شهدت التظاهرة جانبا علميا من خلال مداخلات و دراسات قدمها كل من الأساتذة سمير بن علي و محمد جزيراوي و حليمة بوعلاق عن المسائل المتعلقة بالرقمنة و النشر و العروض في الشعر الشعبي و ترأس الجلسة الأستاذ علي العمري و انتظم نقاش بعد المداخلات اتصل بالواقع و آفاق الارتقاء بالشعر الشعبي و دعم نشره فضلا عن أهمية مسؤوليات الشعراء الشعبيين بخصوص تجويد نصوصهم و الانطلاق بها نحو أطوار أخرى من الحداثة الشعرية في مستوى الجماليات و المضامين و الأساليب ..

و دارت المسابقة الوطنية للمهرجان عبر لجنة تحكيم بها كل من الأساتذة حاتم الفطناسي و فتحي النصري و حسن المحنوش الذي ترأسها و كانت خلال الفعاليات مجالات للشعراء لالقاء قصائدهم و ذلك بالاضافة لحصص الارتحال التي سنها المهرجان و ادارته للوقوف على قدرات الشعراء المتسابقين فضلا عن النصوص المتقدمة للجوائز بحضور عدل منفذ للغرض بما يعزز من شفافية التحكيم ...الشاعر رئيس المهرجان أحمد العباسي رحب بكل الضيوف في الافتتاح ليشير الى دور المهرجان في الانطلاقة الحديدة و الارتقاء بواقع الشعر الشعبي في تونس مبرزا دور الفعاليات في تعزيز العلاقات بين الشعراء و الدفع بحركة الشعر الشعبي حضورا و نشرا و توثيقا..و بعد ذلك كرم معتمد الجهة ثلة من الضيوف و المشاركين لتنطلق البرامج الخاصة بالدورة 48 و ذلك بدار الثقافة بسبيطلة و لتشهد بقية الفعاليات فضاءات الفندق السياحي بالجهة مما أتاح الفرصة للشعراء من مختلف جهات البلاد للحوار و تباتدل الآراء و الأفكار بشأن الشعر الشعبي و مشاغله و شؤونه و شحونه..

حيث كان من الضيوف الاعلامي المميز صالح بيزيد و الأستاذ صالح المليتي الذي رافق الراحل محمد المرزوقي في عمله بشأن جمع ما أمكن من الشعر الشعبي في الجهات ضمن برنامج لوزارة الشؤون الثقافية و الشاعر المميز الأزهر الوافي الذي كرمته الدورة عرفانا و تقديرا لشعره و منشوراته و ابداعاته عموما..دورة أوفت بوعودها تاركة المجال للحلم للمواصلة باتجاه تطوير واقع الشعر الشعبي و الشعراء ..نعم للشعر الشعبي في تونس من الأصالة و العراقة و التجدد ما يجعله شعرا مكتسبا لأحقية حضوره في المشهدية الثقافية و الأدبية تونسيا و عربيا حيث التنوع و الخصوصية في التعاطي الابداعي مع الذات و الآخر و العالم و هو الشعر الذي يتداول في الحياة لدى العامة و هو المنظوم بلهجة بغير اللغة العربية الفصحى.هو شعر خلاف الشعر العربي الفصيح و بلهجة أهل البلد الدارجة و من أمثاله في البلاد العربية نجد الشعر الشعبي العراقي و الزجل في بلاد الشام و الشعر النبطي في شبه الجزيرة العربية و الموال في العراق ومصر حيث تنتج عنه الأغاني الشعبية المعبرة عن عادات وتقاليد الشعوب العربية..و في هذا الجانب يقول الشاعر الراحل و الدارس و المؤلف و المهتم بشؤون و شجون الشعر العامي الأديب محيي الدين خريف "...

إذا نظرنا في رصيد الشعر الشعبي التونسي وفحصنا مدوناته بقطع النظر على ما يحفظه الرواة ولم يدون . وجدنا أنه يمتاز بالفخامة والكثرة والتنوع في الأغراض والأوزان . والحس المناخي والتأثر بالطبيعة التي ولد فيها واللغة التي انتظمته. وإن كنا لا نقف عند اللغة كثيرا لأن اللغة واحدة وإنما نقول اللهجة التي تختلف بين كل جهة وأخرى بل كل ربض وربض آخر.والملاحظ أن شعر الحواضر قليل بالنسبة لشعر البوادي والأرياف لأن الحواضر يكاد الشعر فيها ينحصر في الأغاني التي هي أقرب إلى حياة اللهو والترف التي يعيشونها. ولهذا شعرهم لا نجده في المدوّنات الكبيرة ولا عند الرواة من حفظة التراث وينحصر فيما يتداوله الناس في أعراسهم وحفلاتهم والسبب في وجود الشعراء بكثرة في البوادي والأرياف هو الجو الملائم للتأمل والعزلة....".

هكذا هو شأن الشعر الشعبي الذي بعث له مهرجان عريق في تونس ليبلغ هذه الأيام اختتام دورته ال48 ...هذه الدورة من المهرجان الوطني للشعر الشعبي بالقصرين التي انتظمت خلال ايام 8 و9 و10 سمتمبر2023 بادارة الشاعر أحمد العباسي من قبل الجمعية التونسية للثقافة الشعبية والمندوبية الجهوية للثقافة بالقصرين و باشراف وزارة الشؤون الثقافية و هي دورة الشاعر الراحل أحمد البناني لتكون فيها الجزائر ضيفة الشرف و ذلك وفق برنامج ثري جمع بين المسابقات والمعارض والقراءات الشعرية والمباحث الفكرية والعروض الفرجوية بمشاركات من ليبيا والجزائر. و قد أمنت الاعلامية المميزة سماح قصدالله تغطية مختلف ردهات الدورة لتستضيف في حصص متعددة الضيوف و الشعراء و من ذلك الحصة المميزة مع الشاعرالطيب الهمامي و الاعلامي صالح بيزيد و الشاعرة امنة بلحاج علي و الشاعر محمد ملوح ضمن برنامج سهرت منه الليالي على موجات اذاعة تونس الثقافية ..من ناحية أخرى و في لقاءات وندوات فكرية تطرق المشاركون في هذه الدورة الى عدة محاور في علاقة بالشعر الشعبي من ذلك توثيق ونشر مدونة الشعر الشعبي التونسي , ومشروع المدونة الرقمية ,وضمان حقوق الشعراء و الايقاع والقافية في الشعر الشعبي …اما المسابقة الشعرية في هذه الدورة من المهرجان فقد كان موضوعها حول السلم في عيون الشعراء .

اضافة الى تكريم واستضافة عدد من نجوم الشعر الشعبي .المهرجان تم بتنظيم من الجمعية التونسية للثقافة الشعبيية و المندوبية الجهوية للثقافة بالقصرين..

حول الموقع

سام برس