سام برس
الفنانة التشكيلية و الشاعرة سميرة القارص قبيل معرضها الشخصي و ديوانها الثاني :

يحقق لي الشعر التوازن و خلاله أعيد كل شيئ في الواقع الى حجمه الطبيعي واخرجه من جديد إلى العالم..
.أما الرسم فهو الهوس المحموم في نسج عالم الذات الخفي ..وتحديدا عالم اللاوعي الكامن في الأعماق....

شمس الدين العوني

ها هي الكلمات و الألوان القادمة من نبع طفولات عابرة في صلتها بعفوية الأشياء و براءة العناصر و التفاصيل عبر نسيان عائد و حالات شتى من شغف لا يضاهى بأحوال الكائن في وجبعته و حلمه و انكساراته حيث القلق يعلي من شأن التفاصيل الناهضة بشواسع الذات و كينونتها و هي تصارع ما حف بالانسان من سقوط و احباط و هزائم ..

هاهي الذات المحاربة بفن تستعيد شيئا من بهاء الأشياء تجاه ما شابها من تداعيات في الروح و الوجدان كي لا يبقى للوقوف غير طفولة متيقظة بضحكتها العارمة فكأن كائنا يستعيد بجنون فنه و شغف الدواخل حالات من جمال على البياض..في القماشة و الورقة...هي اذن لعبة الحبر و الألوان..فتنة الكتابة و الرسم..
و هكذا و عليه..ها هي القصائد تمد أصواتها في حنين و حب و سحر و تشوف مثلما تمد الألوان حركاتها على القماشة لتقول بالفن يذهب شيئا من شتات الروح و النهيار المعنى ..تقصدا لترميم ما تداعى من الذات في حلها و ترحالها و هي المقيمة لحظتها بكثير من الاعتداد و النظر و المجد المتجدد..
و هكذا نمضي مع عوالم الفنانة التشكيلية الشاعرة سميرة القارص التي مضت من سنوات في عوالم الحرف و اللون ضمن تجوال مفتوح في تلوينات المسرح و الموسيقى حيث الفنون لديها مجالات وقوف و صمود و ذهاب للأقاصي في زحام التداعيات و اللاتوازن ..ذهاب بطفولة ناعمة في هكذا تعاط مع الذات و هي تفصح عن أحوالها قولا و نطرا تجاه الآخرين...و العالم.لوحات بأحوال من تجريدية و انطباعية و تشخيصية حالمة تثبت بها الفنانة ما علق بذاته من احاسيس و أشجان على البياض كتابة و تلوينا...

و عن هذا الذهاب الفني الابداعي بما هو سفر الى الذات عبر العالم تقول الفنانة التشكيلية الشاعرة والأحاسيس التي أمر بها فألجأ إليه دوما ليطهرني و يعيد لي سكينتي وهدوئي اذ من خلاله أعيد كل شيئ في الواقع الى حجمه الطبيعي واخرجه من جديد إلى العالم بحسب احساسي أنا وانفعالي به بٱعتبار أن الفنان عمله الفني هو هدم العالم واعادة بنائه وتشكيله بحسب رؤيته الفنية الخاصة فأنا أساسا أكتب لنفسي وعن نفسي ولذلك فقصائدي عبارة عن توثيق أمين للحالات الشعورية التي أمر بها في تفاعلي مع الواقع .. ولذلك فأنا أكتب القصيدة في لحظات ثم انتهي منها ولا أعود لها ثانية ..

أما الرسم فهو التمرد على الواقع بأتم معنى الكلمة .. انها عدم الاعتراف به ولا بانماطه ولا أشكاله الاعتيادية ولا حتى مواضيعه .. انه الهوس المحموم في نسج عالم الذات الخفي ..وتحديدا عالم اللاوعي الكامن في الأعماق.. يخرج عفوا من خلال عملية ابحار مجنونة اولا مع اللون في مساحة اللوحة ثم ثانية في استقراء و إخراج نهائي لموضوعها و محتواها من خلال ما تلمحه عين الطفل الكامنة في اعماقي في هذه المساحة اللونية الكثيفة والمتداخلة ..واخيرا توشيح لهذه القراءة بالخطوط الدقيقة لتحديد الاشكال وابرازها.. و في الشعر اكثر من تأثرت بهم الشاعر نزار قباني و الشاعر محمود درويش
أما في الرسم فأنا أسير على غير هدى إلا من احساسي ..ولست أطلب إلا ان أكون كذاتي فقط ..

احس اني والواقع متقاطعان وهو لا يمثلني بتاتاً ..و ان الانطباعي و التعبيري والتجريدي هي المدارس الاقرب الي والتى أرى انها تمثلني اكثر ..في الحقيقة عملية الرسم اكثر الفنون تعقيدا وممارسة للحرية و الجنون الفني الثائر على التقليد والتقعيد والمنطق.. وهنا تكمن المتعة..كمتعة الجسد وهو يعانق الالحان و يتزاوج معها حركة و عنفوانا وقد نزع عنه كل ألوان القيود الاجتماعية و الفكرية ليعبر عن نفسه وكفى ..

على غير هدى.. كان الجمال يسري في كالطبع أوالحب.. على غير هدى يبوح .. كطفل يطلب امه أو عاشق يطلب الوصل والقبل.. على غير هدى.. كانت خربشاتي رموزا لا افقهها و لكن يفقهها احساسي.. على غير هدى.. بل على هدى .. من وحي أعمق من فهمي و أصدق من انفاسي...".
هكذا هي اللعبة الابداعية عند الفنانة الشاعرة سميرة قارص التي ترسم و تكتب ببراءة هي دواخلها و شواسع قلبها..هي متحصلة على شهادة الأستاذية في اللغة و الآداب العربية و متحصلة على شهادة تكوين في الاخراج المسرح و في فنون مسرح العرائس و لها أنشطة تربوية و شعرية أدبية و بهثت عددا من النوادي و شاركت في عديد الفعاليات الثقافية و الأدبية و المعارض الجماعية و أقامت معارض شخصية و أصدرت ديوانها الشعري الأول بعنوان " فصول الحب الأربعة " و لها قصة للأطفال و اليافعين و هي تربوية و بعنوان " من يعيد لزهرة الحياة " ...

تجربة أخرى في التحليق عاليا و بعيدا ضمن عوالم الحلم و الحنين تقصدا للحرف و اللون حيث زهرات في الأقاصي...

حول الموقع

سام برس