ا عبداللَّه الصعفاني

في زحمة انشغالنا ببعض.. ندوس على القيم الكبيرة فيغرق الوطن اليمني في الكثير من الأمور المؤلمة.
وفي الذي يحدث للصيادين اليمنيين ما يغني عن الإسهاب والإطناب.. غير أنه لا غنى عن التذكير لعلنا نستفيد.
وأبدأ بدهشة القول : غريب وعجيب.. فمع أن كبار القوم لا يستلمون معاشات من أريتريا إلا أنهم يقبلون علينا استمرار العيش عند ذات الحالة من الاستضراب.
تقول الأرقام أن (518) صياداً يمنياً محتجزون في سجون أريتريا بعضهم منذ قرابة العام.. هؤلاء لم تصادر حريتهم وأرزاقهم وإنما إنسانيتهم.. حيث يجبرون على القيام بأعمال شاقة ومهينة.. فيشقون الطرق ويبنون العنابر للجنود وينظفون الحمامات وسط غياب أي دور حقيقي للحكومة.. أما لو عرفنا أن هذه الأوضاع رافقتها أعطاب الحياة المعيشية لقرابة ثمانية آلاف صياد يعيلون قرابة أربعين ألف فرد.. فسنكون أمام فضيحة إنسانية وأزمة للمكان والزمان والشخوص.
< العقاب الجماعي للصيادين اليمنيين مستمر ولا موقف حكومي جدير بالاحترام.. فيما رئيس الملتقى الوطني لحقوق الإنسان بالحديدة يتحدث عن سعي لعرض القضية أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف في يونيو المقبل.. موت يا صياد.. فأبناء وطنك مشغولون بالحوار حول شكل الدولة.. هل تكون مستطيلة أم مربعة.. دائرية أم مثلثة أم فقط شبه منحرف.. وعذراً لهذا الاستظراف في معمعة الأمور المولمة.
لا بأس من الانشغال بالحوار والقضايا التسع.. وجيد أن تنشغل الدولة بالتأهب في رداع والتحصين ضد الكزاز.. ولكن أليس من واجب المؤسسات في هذه البلاد أن تلتفت بجدية ومسؤولية إلى معاناة الصيادين اليمنيين في سجون أريتريا التي حولتهم إلى سخرة للعمل الشاق والمهين وبوجبة يومية واحدة لا تصلح حتى للاستخدام الحيواني.
أرجوكم لا تهربوا من المسؤولية بحجة أننا نعيش الفترة الانتقالية الرخوة والأداء الحكومي اللزج.. وإلا ما الذي يبقى من المعنى لكل هذه المؤسسات التخصصية.. بينما لا التفاتة لرقصة الموت اليمني في البحر الأحمر وسجون أريتريا.
في الدنيا كلها تحل المسائل الخلافية بين الدول إما بقوة القانون أو قوة الذراع أو القوة الدبلوماسية.. فهل استخدمنا إحدى هذه القوات دفاعاً عن صيادين لم يختاروا أن يكونوا من مواليد اليمن؟
السؤال موجه لوزارة الخارجية ووزارات أخرى ذات شكل سيادي.
هل جربت وزارة الثروة السمكية أن تخاطب نظراءها المسؤولين عن الأسماك هناك؟ هل شعرت وزيره الشئون الاجتماعية بأن مئات الصيادين اليمنيين يندرجون ضمن مسؤوليتها الاجتماعية؟ وهل وصل إلى ذهن زميلتها وزيرة حقوق الإنسان أن ما يتعرض له الصيادون اليمنيون في معتقلات الجارة الأفريقية يستحق مغادرة القوقعة المحلية إلى مناطق التنكيل باليمنيين في سجون اريتريا.
يود أهالي الصيادين اليمنيين المعتقلين في أريتريا العظمى أن يسألوا.. ماذا تعمل سفارتنا في اريتريا؟ هل تطلع ولو اطلاع على الأوضاع الإنسانية لمواطنيها المحتجزين.. وهل من اتصال مع المسؤولين في اريتريا وهل سألت وزارة الخارجية السفير الأريتري في صنعاء عما يحدث.
<أسرة كل محتجز وكل مواطن غيور تناشد كل مسؤول مشدود أو رخو.. وتناشد كل الأطلال والمكونات أن يعملوا شيئاً أي شيء..!!
فلقد قبلنا كمواطنين بهذه الذات الانتهازية فلا تمعنوا في تكريس الذات المهزومة.. فالصيادون اليمنيون أمام معاملة بلاستيكية خالية من أي التزام قانوني أو مشاعر إنسانية فيما مؤسسات حكومية وأهلية تتفرج على ما يحدث ولسان حالها.. موت ياصياد..!!

حول الموقع

سام برس