بقلم/ عبدالمحسن سلامة
كتبت الزميلة منال لطفى مراسلة الأهرام فى لندن تقريرا مهما يوم الثلاثاء الماضى عنوانه .. «بسبب العنف والتردد تجاه الكارثة الانسانية فى غزة هل بات بايدن عبئا على أوروبا».

أشار التقرير إلى أن هناك هوة تتسع كل يوم بين الموقف الأمريكى والمواقف الأوروبية تجاه الأحداث فى غزة، وأن هناك تحولا جذريا فى المواقف الأوروبية بل ان هناك بعض الدول الأوروبية مثل أيرلندا أعلنت انضمامها لقضية جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية فى لاهاى والتى تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جريمة الابادة الجماعية، فى حين أعلنت اسبانيا استعدادها الفورى للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتطالب أوروبا بالاعتراف الفورى بالدولة الفلسطينية.

أما موقف الصحافة والإعلام الأوروبى فقد شهد تحولا جذريا حيث حذرت صحيفتا «اللوموند» الفرنسية، و«الجارديان» البريطانية من تورط أوروبا فى دعم نظام فصل عنصرى إسرائيلى متورط فى جرائم ابادة جماعية ضد الفلسطينيين مدعوما برئيس أمريكى «ضعيف».

الجارديان قالت فى افتتاحية لها قبل أيام ان الرئيس الأمريكى ليس متواطئا فحسب، بل بدا ضعيفا، وان إدارة بايدن وصفت قرار مجلس الأمن بوقف اطلاق النار بأنه قرار غير ملزم فى لطمة للمجتمع الدولى الذى يدعم وقفا فوريا لإطلاق النار وزيادة حجم المساعدات الانسانية.

أعتقد أن بايدن لم يعد عبئا على أوروبا فحسب لكنه أصبح عبئا على الشعب الأمريكى ذاته، لأن أغلبية الشعب الأمريكى أصبحت فى واد والإدارة الأمريكية فى واد آخر.

الإدارة الأمريكية ضعيفة ومتواطئة أمام إسرائيل فى حين أن الشعب الأمريكى بات يرفض هذه الحرب ويطالب بوقفها فورا، لكن مشكلة بايدن أنه تورط فى الحرب على غزة بشكل مباشر بعد أن حضر مجلس الحرب الإسرائيلي، ووافق على خطط اجتياح غزة، وأرسل وزير خارجيته انتونى بلينكن ست مرات إلى إسرائيل بمعدل مرة كل شهر تقريبا ليحضر مجلس الحرب، ويقوم بدور وزير خارجية إسرائيل فى المفاوضات مع الدول العربية والإقليمية والدولية بشأن الحرب فى غزة.

مئات الصفقات من الأسلحة، ودعم مالى بمليارات الدولارت، وتسخير كامل لكل وسائل القوة الأمريكية لخدمة إسرائيل، ثم يخرج الرئيس الأمريكى مكتفيا بكلام عام ومطاط حول الأوضاع الانسانية فى غزة.

هذه الأمور باتت «مكشوفة» لدى حلفاء أمريكا خاصة أوروبا التى انفضت الآن من حول أمريكا، والجديد أنه لم تعد أوروبا وحدها لكن الداخل الأمريكى ايضا اصبح رافضا لبايدن وإدارته وسياسته، فهل يستطيع بايدن تغيير مواقفه ام يستمر حتى تتم هزيمته فى الانتخابات المقبلة؟.

أغلب الظن أن السيناريو الثانى هو الأقرب لانه لن يغير مواقفه.
abdelmohsen@ahram.org.eg

نقلاً عن الارهام

حول الموقع

سام برس