سام عبدالله الغُـباري
فخامتك: هل يجب أن تستمر في رئاستك بعد استنفاد أيامها؟
أعرف أن السؤال سابق لأوانه، فهناك الحوار الوطني وقضايا صعدة والجنوب والتنمية وشكل الدولة.. لكني كمواطن عادي أثق أن الرئاسة سبب الاستقرار وسبب القلق أيضاً.. كيف؟
حين تطالعني صحف محلية وأحاديث للسفير الأميركي بمؤتمراته الصحفية الكثيفة أقرأ أن التمديد لك واجب وطني، فيما يقول غيرهم أن التمديد يطيل أمد الأزمة (!!)، المستقبل السياسي للبلد صار هاجسي الحقيقي أنا وملايين أبرياء تطحنهم أزمات البلد وسياسة الإقصاء المستمرة، وما أثار إعجابي من قرارتكم شيئاً سوى قرارات الهيكلة العسكرية الأخيرة لم يكن للرئيس السابق أن يفعلها أو يقدر عليها مطلقاً.
وجودك اليوم رئيساً ينبغي عليك أن تقدم روح التنمية في أزقة السياسة المتشابكة.. وأن توصلنا عبر متاهة الأحزاب والزعامات الدينية والشعبية إلى الاستقرار الذي لا أعتقد أنه سينتهي بالتمديد لك، لكنه سيتقزم حين تترك كرسيك في نهاية مدتك الانتقالية، ولكي لا تضع نفسك أيضاً في موقع الرئيس السابق الذي أخضع وخضع للقوى التقليدية في البلد اعتقاداً منه أن ترضيتهم تُكوّن الاستقرار الحقيقي للبلد، لكنه كان ترحيلاً مستمراً للصراع الذي بلغ ذروته في أعوام الأزمة قبل ثلاثة أعوام.
يرى قادة أحزاب المشترك الحاكم لدولة الوفاق أن وجودك في رئاسة المؤتمر الشعبي العام مهم جداً لرئاستك ويمنحك قدراً عالياً من التحرك والمرونة، لكنه في الوقت عينه يُـخضعك لهم ولطلباتهم العديدة التي لا تنتهي وتدحرجك لصراع قادم معهم، وقد نشبوا أظافرهم وأوغلوا في العودة لواجهة الدولة والثروة بعد تقليص نفوذهم واعتبارهم مكوناً فاسداً ومعيقاً لأحلام الأمة. في الوقت الذي تجد نفسك مُـكرها لا بطلاً لتنفيذ ما يشاؤون ولا تجد سبيلاً لتوازن يرفع حزبك الذي تتولى رئاسته- حينها- في مواقع القوة والمنعة باعتباره حزب الرئيس الذي يعلقون عليه سيمفونيتهم الكادحة بأنه الحاكم المطلق في 33 عاماً مضت، وأن العدل يفضي لصالحهم ويتجه صوب منحهم المزيد والمزيد من المواقع والمناصب والثروة أيضاً، والاكتفاء بأنه حزب الرئيس فقط.. وهذا الأمر يوقعك في شبكة لهفتهم التي لن تعترف لك فيما بعد بأي شيء فعلته لأجلهم.. وقد خسرت حزبك وقدمت لهم حصان طروادة الذي به يذبحون شكل الدولة ويعتبرونها غنيمة حُـب وحرب وثورة وثروة أيضاً.
ما زال المؤتمر الشعبي العام في قبضة (صالح)، والمشترك في قبضة الإخوان المسلمين.. وهذا توازن عادل.. وكلا الطرفين يُـجهز قائمته التي تشتهي ما تشتهي من المناصب والغلول حين تقرع أجراس التمديد أيامها.. فلما لا تنسحب وتقلب الطاولة على الطرفين حتى وإن لم يُكمل الحوار أيامه.. فذلك يرفعك لموقع البطولة الوطنية التي أحجمت الوقوع في فخاخ الأحزاب ومثالبها، وأسست بإصرار لتداول آخر لرئاسة البلد بما يُـعمق الوعي الشعبي والمدني والعسكري بأن الرئيس هو الموظف الأول في البلد الذي يعمل لصالح الأمة ولا يمكن أن يخرج عن إطار مبادئ المبادرات أو الدستور أو أي عقد اجتماعي يمنحه سلطة الرئاسة.
لا تُـمدد ولو توجوك بتاج الإمارة.. وأنا لك من الناصحين.
..وإلى لقاء يتجدد ..

حول الموقع

سام برس