سام برس
الفن من وحي اللحظة و البيئة بمخيم للفنون بالرمال من بنزرت:
ورشة مفتوحة لاختبار المحيط و تثمين البيئة و اقتناص اللحظة الملهمة بكل الادوات و الوسائل الممكنة
شمس الدين العوني
جماليات المكان و انسجامه البيئي و نعني مخيم الاصطياف بالرمال من جهة منزل جميل بمدينة بنزرت حيث الغابة و البحر و كثبان الرمال ..
كلها جعلت من خيال الفنانين عنصرا مهما للابتكار و البحث و الابداع الفني وفق أنواع فنية للتناغم و التماهي مع المكان توظيفا للممكن فيه بيئيا لتقديم عمل فني حيث انتظام فعاليات " اندلسية ارت2" تحت شعار "مخيم الفنون" في سياق نشاط الرابطة التونسية للفنون التشكيلية و ضمن أنشطتها الفنية التشكيلية و الثقافية من معارض و ندوات و تظاهرات كبرى منها السمبوزيوم الدولي للفنون ببنزرت قبل سنوات و بمشاركات واسعة لفنانين من تونس و من بلدان عربية ..في مخيم الفنون هذا بالرمال كان الحدث الثقافي بمركز الاصطياف بالرمال بجهة منزل جميل ببرنامجه المتنوع بين ورشة مفتوحة لاختبار المحيط و تثمين البيئة و اقتناص اللحظة الملهمة بكل الادوات و الوسائل الممكنة ضمن فن المكان ،الصورة الفوتوغرافية، التنصيبة ،الفيديو ، اعادة التدوير ،الرسم الخطي،الرسم بالاكريلك...و غيرها وفق عمل جماعي او فردي بتفاعل من وحي اللحظة و المكان و الطبيعة من خلال مشاركات متنوعة لفنانين تشكيليين حيث قدم الفنانون المشاركون ضمن الابتكار و الابداع منجزات فنية لتكون المادة الطبيعية مجال تخييل ابداعي و هنا تنوعت الأعمال لكل من ألفة جمعة و الهام سباعي و حمادي بن نية و عبد الحميد الثابوتي و سلمى الماجري و محمد بوعزيز و ليلى سلماوي و ليلى صالح و سناء المحفوظي و راضي الجد و حسان ازيتان (الجزائر) و غزلان بوحولة و ليلى الركباني و هالة سراج..و المتأمل في الأعمال التي قدمها الفنانون في هذا الملتقى يجد دون شك ذلك التناغم مع العنوان المتخير من حيث الاستلهام الجمالي من المكان و ما تتوفر فيه من مواد و موجودات يقذف بها البحر أو تمنحها الطبيعة ليلتحم الفنان بعمله الفني على جذوع الأشجار و الجدران و مع المواد الطالعة من البحر ليصار الى تلك المنجزات الفنية و منها ما يرتسم على اللوحات حيث الجمال و المكان و روعة الفكرة و التخييل..في دار الثقافة الشيخ ادريس ببنزرت كان المعرض الفني الشامل لعدد من الأعمال الفنية في تنوع أسلوبي و تقني لعدد من الفنانين التشكيليين التونسيين كما قدم الفنان عبد العزيز كريد جانبا من ملاحظاته للمشاركين في ورشة الفنون الموجهة للأطفال و الشبان و هنا تحدثت رئيسة الرابطة عن أإهمية تعاطي فئات الأطفال و اليافعين و الشبان مع المجال الفني التشكيلي مع التعرف على شروط و تفاصيل و خصائص العملية الفنية للتربية على الحس الجمالي ..البرنامج شمل حفلا موسيقيا لمجموعة فنية قدمت عددا من تراث و أغاني فرقة جيل جيلالة المغربية الشهيرة تفاعل معها الحاضرون في هذه السهرة الأولى التي تلتها سهرات منها سهرة الشعر حيث قدم الشاعر شمس الدين العوني عددا من قصائده الشعرية لمناسبة صدور ديوانه الشعري " من سيرة البستاني...و قصائد أخرى " كما تتالت قراءات الشعر مع الفنان عبد العزيز كريد و الفنانة ألفة جمعة لتسبح القصائد في بحر الكلام المسافر بين الشؤون و الشجون الذاتية و الحب و غزة و الانسان و أسئلته المقيمة بين الأمل و القلق و الشجن..فنون متعددة منها تلك الأغنيات الرائقة التي قدمتها الشابة أمل صالح المقيمة بأنقلترا و التي عبرت من خلالها عن حبها للموسيقى و خصوصا بصوتها الصافي و العذب و منها أغنية للفنانة الشهيرة ايديت بياف ..أنشطة و فعاليات و ملتقى فني مميز بمضامينه و خفته و جدية الفكرة من وحي المكان الجميل الحاضن للفعاليات حيث الاختتام و تكريم المشاركين و توزيع الشهائد ليكون الاختتام يوم الأحد 15 سبتمبر الجاري .