وائل شرحة
ليست المرة الأولى ـ ولن تكون الأخيرة ـ التي يشدد فيها رئيس الجمهورية على انتزاع السلاح الثقيل من جميع الأطراف والجماعات المسلحة والمتصارعة والمتناحرة في ما بينها.
إن أسلوب الخطابات الرئاسية الإعلامية والتشديدات الصحافية والوعود الكلامية والتحذيرات الأممية والدعوات الخليجية للقوى المسلحة بتسليم أسلحتهم الثقيلة التي فتكت باليمنيين ووضعتهم في موقف لا يحسد عليه, لم يعد يجدي نفعاً في وقتٍ تتسارع فيه كل قوة إلى تدمير الأخرى.
لدي بصيص من الأمل بعد خطاب رئيس الجمهورية الذي ألقاه الأحد الماضي، خلال زيارته للكلية الحربية، والذي أكد فيه على أن أبناء القوات المسلحة والأمن لم يعودوا منقسمين ومتعددي الولاءات كما كانوا في الماضي وأنهم لن يسمحوا لأي جماعة أو فئة بإقلاق الأمن.
طيب يا ريس بشرك الله بالخير.. طمنتنا على وحدة الجيش والأمن.. لكن ألا ترى أن الفرصة سانحة للخروج من الوعود والخطابات الإعلامية إلى سحب وانتزاع الأسلحة الفتاكة من الجماعات.
سيادة الرئيس.. عمران تكتظ بالسلاح.. وجبال صعدة طافحة بالمعدات الثقيلة.. وأرحب وأبين وشبوة والضالع ولحج.. مدججة بالأسلحة.. والدولة خالية من الأسلحة..
فخامة المشير.. أتمنى أن نخرج من حلقة الخطابات إلى أرض التنفيذ والضرب بيد من حديد, لاستعادة هيبة الدولة.. وكرامة الجيش.. وأمن المجتمع..
أيها الرئيس الفدائي.. يجب عليك أن تعلم ـ وأنتم خير من تعلمون ـ أن تلك الدول التي تدعو الجماعات المسلحة اليمنية إلى تسليم أسلحتها.. هي من تزودهم بالسلاح الثقيل والحديث الذي فاقت حداثته أسلحة الجيش الرسمي.
لن أختم مقالي هذا الأسبوع برأيي, وإنما بما هو حال لسان الشعب " معالي الرئيس ليـــس نحن من يجـــب ويفترض برجـال الأمن انتزاع أسلحتهم الشخصـــية وإنما تلك القبــائل والمشــائخ والجــماعات والقوى التي تمتلك الدبابات والقذائف والصــواريخ وكافة أنواع الأسلحة الثقيلة"..

حول الموقع

سام برس