بقلم/ فتحي بن لزرق
الصراع الدائر في حضرموت والمهرة يُعدّ أخطر صراع سياسي وعسكري تشهده اليمن منذ عقود، بل أخطر من اندلاع الحرب نفسها عام 2015.
خطورة هذا الصراع لا تكمن في نتائجه المباشرة ، بل في كونه يحمل بذور فناء سياسي شامل للأطراف الرئيسية المنخرطة فيه ، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
بالنسبة للمملكة، فإن أي هزيمة محتملة تعني الخروج الكامل من المشهد اليمني وربما إلى الأبد، وطَيّ صفحة حضور سعودي امتد لأكثر من 90 عامًا،إذ يعني الا أرض يمكن التأثير عليها بعد اليوم و خروجاً من الحرب اليمنية بخفّي حٌنين وهو تحول ستكون له ارتدادات إقليمية عميقة تتجاوز اليمن ذاته.
أما بالنسبة للمجلس الانتقالي فالتقدم والسيطرة على حضرموت والمهرة كانت قفزة هائلة ومحورية وعليه فإن الهزيمة او التراجع ستضرب مشروعه في إقامة دولة جنوبية مستقلة في الصميم، وتعيده إلى نقطة الصفر، بل وقد تمثل بداية نهايته وتفتح الباب أمام تفكك داخلي وانسلاخ محافظات جنوبية أخرى عنه.
خيارات المجلس الإنتقالي الجنوبي (صعبة جداً) وخيارات المملكة (أصعب).
وعليه، فإن هذا الصراع أشبه بمواجهة على حافة هاوية؛ قد يسقط أحد الطرفين ، والسقوط هنا لا يعني الخسارة فحسب، بل الفناء السياسي الكامل.
والحقيقة ان الأمور كان يجب الا تصل الى هذه (النقطة).
خطورة هذا الصراع وأهواله ،كانت واحدة من الأسباب التي دفعتني خلال الايام الماضية لإلتزام الصمت ولازلت أفضل عدم الإدلاء بإي رأي بخصوص مايحدث باستثناء هذه "الإضاءة" البسيطة لأنني في الاخير أقف على الحياد بخصوص هذا الصراع.
نسأل الله السلامة..
من صفحة الكاتب في منصة اكس


























