خالد الصرابي
الحديث عن قلعة اعلامية شامخة كدائرة التوجيه المعنوي لا بد وان يسبقه الم وحزنا شديد للوضع المؤسف الذي وصلت اليه بعد ان كان خفقان رايتها لا يتوقف في عنان السماء.هذه الدائرة التي وخلال فترة وجيزة تم هدم بناء تلك السنوات الطويلة . قد يتساءل البعض كيف!!بعد مرحلة التغيير التي شهدها الوطن عقب احداث 2011م وتم بموجبها تغيير مديرها السابق العميد الشاطر تولت قيادتها شخصيات اعتقد بانها ستكون مناسبه لكنها فشلت تماما من خلال العديد من الخطوات كان ابرزها تغيير نظام العمل واليته النشطة التي كان الاعتماد عليها في تحقيق جميع النجاحات السابقة حيث انحدر ذلك المستوى بمقدار 180درجة , وقد بدا ذلك واضحا من خلال رداءة المستوى الإنتاجي سواء كان في نمط البرامج التلفزيونية التي باتت لغتها الركيكة في الشكل والمضمون تسيء الى حصيلة ابداع الماضي, وكذلك التعري الواضح الذي تسبب في تحجيم صحيفة 26سبتمبر بعد ان كانت تعيش مرحلة من الازدهار النوعي والانتشار الاوسع بالاضافة الى شلل الحركة المطبعية التي كانت لا تعرف التوقف حتى لبرهة من الزمن .. جميع عوامل الاندثار السلبية هذه لاشك بان خلفها تقبع جملة كبيرة من الاسباب والحقائق التي يجهلها الكثير , وهنا سنتطرق الى عدد منها بكل صدق وامانة ..في بداية المرحلة أي بعد تولي قيادتها الجديدة زمام الحكم فيها تم اهمال القيمة الجمالية لكل المواد التي تنتجها الدائرة , ومن ثم كوادرها من الفنيين والصحفيين والاعلاميين بشكل تعمدته قيادتها . فكانت جملة التعسفات والاقصاءات الصارخة التي مورست في حق العديد من كوادرها هي من ادخل اليأس والاحباط الى نفوس الجميع وعليه انعكس تأثير بالغ في مستوى الاداء الاعلامي. , ولكي تتخلص قيادة التوجيه من اية احتجاجات قد تسبب لها مشاكل فقد تعندت السماح "بالتسريح" أي الجلوس في المنازل , ونحو هذه الخطوة اندفع الكثير من الموظفين ليتيحوا من خلالها المجال لعبث القيادة بمواردها. فكانت خطوات السير لهذه المرحلة يقود ليس الى الاسوء وحسب بل الى الاندثار الحقيقي لكيانها مستغلين في ذلك تواطأ وزير الدفاع معهم الى جانب انشغال القيادة السياسية بالظروف الصعبة التي يمر بها الوطن فما كان منهم الا ان مرروا اوراقهم السياسية والشخصية حتى تضخم حجم الفساد في هذه الدائرة دون رقيب او حسيب .. اما الجانب الشخصي فقد كان عبارة عن محاصة وتقاسم مشترك في الاموال , والمناصب , وحتى المنح الدراسية بين مديرها ونائبه مما ادى الى التفاف شللي واضح حولهم, والمشكلة الكبرى ان كل من قاموا بتعيينهم خلفا لكوادر ابداعية سبق وان اعلنوا فشلهم في المجالات التي شغلوا مناصبها وذلك لعدم امتلاكهم القدرة والكفاءات بالاضافة الى تخصصاتهم المغايرة , وبرغم ادراك القيادة بذلك الا ان نجاح العمل في هذه الدائرة لم يكن ضمن اهتماماتهم كون عملهم بني منذ البداية على العلاقات الشخصية وحسب , وكنتيجة عامة للمهزلة القائمة في اروقتها فقد اغلقت جميع حساباتها البنكية واعلنت افلاسها أي ان استمرارها على هذا النحو قد يعرض مكتسباتها من الاجهزة والتقنيات الى العرض في المزاد العلني , وحتى لا تواجه انتقادا فقد عمدت مؤخرا قيادتها المتخبطة على ترحيل جميع كوادرها الابداعية كقضاء مبرم على كل ما عرفت وتميزت به هذه الدائرة .., وهنا أتساءل هل يدرك المعنيون ماذا يعني اطاحة هذا الصرح الاعلامي ؟! ام انها ضمن مخطط الانهاك الكامل للدولة؟! وهل هناك من يراقب ويحاسب العابثين؟! ام ان العلاقات الشخصية كفيلة بذلك؟!!!

التغيير نت

حول الموقع

سام برس