فكري قاسم

الأخت العزيزة توافقية : الأغاني الوطنية التي بثتها الفضائية اليمنية ابتهاجا قسريا بالنصر التوافقي يوم الاثنين الفائت،كان صوتها حزينا ومبكيا ومكسورا من الداخل. وبأن أضواء الألعاب النارية كانت مُستفزة للمشاعر وتحدثنا عن شوط جديد من ظلام الكراهية والأحقاد.. وعلى الله ما نشوفش – في القريب العاجل – "صالح هبرة" وقد هو يقدم لنا برنامج عن الإسلام التوافقي. ونشوف أسامة ساري في برنامج مباشر على الهواء هو يدعو الجنود والقيادات العسكرية إلى التزام بيوتهم خوفا على صحتهم من ضربة الشمس، ونشوف البخيتي وهو يطمئننا أن البلاد سبرت وأن المطار يشتغل والطيارات بتطير والركاب بيتطايروا والسرق تطايروا والكهرباء لصيت وبأن اللجان الشعبية المنتشرة في شوارع العاصمة توزع للأطفال لعب العيد، وبيوبهوا لبيوت الناس خوفا عليها من السرق. وما عد ناقص إلا نشوف شعار الصرخة وهو "موسح" جنبا إلى جنب شعار الفضائية اليمنية، وينتهي المذيع من قراءة النشرة ويصرخ: الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل . وزيادة في التوافق يمكن يزيدوا يسموها الفضائية اليمنية القرآنية. على أن البث التوافقي مفيد للصحة وللصرخة ولأمراض الهنجمة والنخيط. ومع هذا فإننا ياعزيزتي التوافقية نود إخبارك – على عجالة – بأن إحنا شعب قرفان من شهوة الاستحواذ التي عاشت معنا لأجيال. ونود إخبارك أيضا بأن تلفزيون "الدولة" الذي لطالما اشتكى الناس من كونه جهازا لا يحترم التنوع ولا يقدم للناس خطاب حب وتسامح وبناء، دشن يوم الاثنين الفائت مرحلة جديدة من الاستهتار بنا كشعب وكأفراد ينتمون إلى العصر، ونخشى يا عزيزتي من أن تكوني مصممة على المضي في نفس الطريق التي سارت عليه من قبل أختنا "مناصفة" التي جاءت سريعا ولما زيدتي بـ"المناصفة" طحست سريعا، وأخشى أن تزيدي أنت بـ"التوافقية" ونخسر شجاعتك، واحنا بصدق ضبحنا ونشتي دولة تأخذ بيد الكفاءات وتضع القانون فوق رؤوس الكل وتعيد الاعتبار لوظيفة الدولة وللعمل المؤسسي، مش تزيد تجعث أبوها فوق ما قده مجعوث. عزيزتي "توافقية" الغرور فخ سحيق، واليمنيون البسطاء كبروا وباتوا يعرفون جيدا أن الصوت الواحد واللون الواحد والرأي الواحد سبب لهم ولبلادهم كل هذا الخراب والدمار النفسي المهول.. وكل سنة توافقية وأنت بخير.

*اليمن اليوم

حول الموقع

سام برس