علي البخيتي
ارى معالجة الاخطاء التي رافقت الثورة، صدرت التوجيهات بإعادة المنازل والمنشآت التعليمية والحزبية التابعة للإخوان المسلمين "حزب الإصلاح"، جاري البحث والتحقيق حول ما اخذ من بعض المؤسسات العسكرية التي لم تشترك في الحرب, وتمييزه عن ما تم أخذه من الفرقة الأولى مدرع واللواء 314 الذي كان في التلفزيون.
انا اصلاحي حتى يتم الانسحاب من آخر مقر للإصلاح تم اقتحامه وآخر منشأة تعليمية تم التحفظ عليها، أنا اخواني حتى يتم الخروج من آخر بيت لقيادات حزب الاصلاح السياسيين أو المحسوبين سياسياً عليهم, أنا قناتي "سهيل" و "اليمن اليوم" -التي لا دخل لنا بما حصل لها- حتى تعاد لهما كل اجهزتهما ومعداتهما وتعاودا بثهما ويتم الاعتذار لكوادرهما من الجهات التي اعتدت عليهما, أنا القيادة العامة للقوات المسلحة والاذاعة القديمة والجديدة ووزارة الصحة وكل مؤسسات الدولة حتى يعاد ما أخذ منها، أنا مطار صنعاء الدولي حتى تعود حركة الملاحة الجوية فيه الى سابق عهدها وتتوقف الممارسات الخاطئة التي رافقت الاحداث ودفعت الكثير من الشركات الى تعليق رحلاتها، أنا كل مواطن بسيط يتعرض للأذى حتى يتم انصافه.
بعد خطاب السيد عبدالملك الحوثي الأخير الذي لم يتحدث فيه بلغة المنتصر الذي يملي شروطه بل دعا فيه الى الشراكة الوطنية وقال إن الاتفاق الذي تم توقيعه هو عقد بيننا وبين بقية القوى السياسية شعرت بأن هناك أمل في بناء دولة قوية وعادلة ويمن جديد.
الى كل الملكيين أكثر من الملك،
الى كل المحرضين على سهيل ومنازل
ومقرات الإصلاح ومؤسساتهم التعليمية:
عندما دعا السيد الى الشراكة الوطنية مع الجميع وخص حزب الاصلاح بالاسم وقال إن الاتفاق الأخير "عقد شراكة" يحكم علاقتنا مع الجميع فإنه لم يكن يقصد أن نشاركهم في –بعض- مؤسساتهم التعليمية والاعلامية والحزبية في صنعاء، بل كان يقصد أن نشاركهم في ادارة البلد وتحمل المسؤولية.
لم يغتر السيد بالقوة والمعادلة الجديدة على الأرض ويفرض شروط المنتصر كما حصل في عام 94م وعام 2011م من بعض القوى السياسية ويستحوذ على كل شيء ويتصدى لإدارة البلد بمفرده, لعلمه وإدراكه أن ذلك فخ يهدف الى تحميل أنصار الله المسؤولية وحدهم ومن ثم السعي الى إفشالهم عبر افتعال الكثير من المشكلات والعوائق ووقف المساعدات من الدول والجهات المانحة وتوريطهم مع الشعب وتركهم يحكمون لسنة او اكثر ثم يقال "سلام الله على حكومة باسندوة".
الى المجاهدين الصادقين -من قدامى المجاهدين أو من المجاهدين المخلصين الجدد- الذين ضحوا بأنفسهم لإزاحة كابوس علي محسن الأحمر وكابوس مثلث برمودا -العسكري الاجرامي والقبلي الانتهازي والديني المتطرف- الذي ابتلع اليمن واستحوذ عليه وعلى مقدراته لعقود: ارفع قبعتي احتراما وتقديرا لتضحياتكم التي قدمتموها رخيصة لأجلنا جميعاً.
والى بعض المتحوثين الجدد موديل 2011م الى موديل 2014م الذين انتموا لأنصار الله طمعا في جاه أو مال أو سلطة أو غنائم، وبدأوا في المزايدة والتحريض عليّ أنا وبعض زملائي والتشكيك فينا نحن الذين وقفنا مع هذا التيار في أوج قمع النظام ومحاربته له، وسجنا وعذبنا نفسيا وجسديا بسبب مواقفنا تلك، وكنتم في تلك اللحظات إما صامتين خائفين او منافقين ومحرضين في بلاط السلطة او اصحاب مصالح - مع احترامي لمن كان نقدهم موضوعياً وبناءً- الى كل هؤلاء اقول:
لو ترك الأمر لكم لخسر أنصار الله خلال عشرة أيام ما كسبوه خلال العشر السنوات الماضية, لكننا على يقين أن هناك قيادة حكيمة وأن هناك مجاهدين مخلصين كُثر هم من تتحقق على أيديهم الانتصارات العظيمة.
الثورة رافقتها أخطاء وتجاوزات من البعض وتلك طبيعة كل الثورات، لكن الخطأ الأكبر هو أن يسعى البعض الى تبرير أو منهجة أو التفاخر بتلك الأخطاء، كما لا يجب ان تنسينا تلك الأخطاء والتجاوزات حجم الانجازات الخارقة للعادة التي تحققت، فلم يكن يتصور أحد ان يسقط مثلث برمودا ويتهاوى في 48 ساعة، لم يكن يتصور احد أن تكون التضحيات في الارواح والممتلكات الخاصة والعامة بتلك النسبة البسيطة مقارنة بأحداث أخرى مماثلة.
عندما كتبت بعد يوم من بداية معركة الحسم: "باقي 24 ساعة وتنتهي المعركة وتسقط الفرقة وتعود الأمور الى طبيعتها" لم يكن ذلك تنجيما أو رجما بالغيب، إنما كان مبنياً على معلومات وأرقام وحسابات وتحليل دقيق للموقف، وكنت أتوقع بعض الاشكالات والانفلات الأمني فور سقوط ذلك الطاغوت، وسعي البعض الى استغلال الوضع وتَفَيُد المؤسسات العامة والخاصة الحزبية والاعلامية، لكني لم أكن أتوقع أن يمارس بعض تلك الأفعال أحد من المنتمين الى أنصار الله - الملتحقين بين 2011م و 2014م- ويبررون ذلك بأعذار وادعاءات كاذبة بهدف التغرير على القيادة، ولولا ان السيد عبدالملك قريب من الناس ويتابع بدقة ما يجري ويستقي معلوماته من أكثر من مصدر لكنا أمام كارثة حقيقية كالتي تحدثت عنها في آخر كتاباتي التي أعلنت فيها الاعتكاف.
الى كل الأحبة والأصدقاء من كل التيارات السياسية والفكرية الذين تضامنوا معي وغمروني بحبهم وكتاباتهم الصادقة:
أعاهدكم أن يبقى ولائي للوطن أولاً قبل ولائي لتياري السياسي، واعاهدكم أن استمر في الالتزامات والخطوط الحمراء التي قطعتها على نفسي في مقالاتي وتصريحاتي الصحفية ومقابلاتي التلفزيونية والتي استقيتها من الرؤية التي قدمها أنصار الله في مؤتمر الحوار الوطني, عندما كنت ادافع عنهم, ولن اقدم فيها أي تنازلات و سأستميت للدفاع عنها بغض النظر عن أي خسائر وعلى رأسها:
- بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة
- دعم الحقوق والحريات الشخصية
- دعم الحقوق والحريات العامة والسياسية والدينية والفكرية
- دعم حرية وسائل الاعلام
- دعم الابداع والفن والثقافة
الى كل وسائل الاعلام بمختلف أنواعها اتمنى أن تعذروني بسبب عدم تجاوبي مع رسائلكم واتصالاتكم لي التي تطلب تصريح او مقابلة او حوار, فلن أتمكن من الظهور في أي وسيلة أو اعطي تصريح حتى تتمكن قناة سُهيل من مُعاودة بثها من مكتبها في شارع الرباط بصنعاء ويُعاد لها اعتبارها–بغض النظر عن ملاحظاتنا عن خطابها التحريضي الطائفي المذهبي الغير مسؤول-, وقبل اخلاء كل المنشآت التعليمية والحزبية التابعة لإخوان اليمن, فمن الصعب علي الرد على الأسئلة التالية:
لماذا قناة سُهيل مُغلقة الى الآن؟
لماذا المقر الحزبي الفلاني أو المؤسسة التعليمية الفلانية التابعة لحزب الإصلاح مغلقة الى الآن؟.
سأعود للكتابة ليس للدفاع عن انصار الله فلم يعودوا بحاجة الى ذلك، لكن عدت لأكتب عن اي أخطاء أو تجاوزات يمكن ان يمارسها البعض منهم، عدت لانتقدهم وغيرهم نقدا بناء وموضوعي بعد تشكيل الحكومة الجديدة لأنهم سيكونون عندها فاعل رئيس في السلطة ، عدت لكي انتقد أي أخطاء قد ترتكب قبل تشكيل الحكومة، دافعت عنهم مظلومين وسانتقدهم عندما يمارسون أي أخطاء، واشعر بالاعتزاز لانتمائي لهكذا تيار سياسي يقبل بين صفوفه الأولى من يكتب ويهاجم ويصوب وينتقد أي أخطاء قد ترتكب، شعرت أن اعتكافي هروب من المسؤولية في اهم اللحظات، وسأخيب أمل الكثير من من يؤملون فيني وفي قلمي ان يبقى سيفا مسلطا على أي أخطاء قد ترتكب منهم أو من غيرهم.
رسالة الى اخواني وأحبائي الإخوان المسلمين في اليمن "حزب الإصلاح":
اقدر هول الصدمة التي حصلت لكم بسبب تسارع الأحداث وانقلابها رأساً على عقب خلال ايام قليلة, وتحول حزبكم من حزب متحكم في أهم مراكز السلطة والقرار الى حزب بعض مقاره متحفظ عليها وبعض مؤسساتكم الاعلامية مغلقة .....الخ, لكن عليكم أن تُقدروا الفوائد الجمة التي ستجنونها من الحدث, ستصبحون حزباً سياسياً حقيقياً لا أجنحة متطرفة أو ارهابية أو عسكرية لديه, ستصبحون حزباً يعتمد على انشطته وفعالياته الثقافية والاجتماعية والسياسية كوسيلة للانتشار, ولا يعتمد على وسائل السلطة المعتمدة على الإغراءات المادية والسلطوية وقمع الآخرين ومحاصرتهم واقصائهم, فما حصل هو اعادة هيكلة حقيقية لحزب الإصلاح يستحق أنصار الله الشكر منكم, فلطالما اشتكيتم من تلك الأجنحة وعجزتم عن انتزاع قرار الحزب منها, وقد حدثني بذلك قيادات اخوانية رئيسية أتحفظ عن ذكر اسمائهم الآن, وسيأتي الوقت لذكرهم عند كتابتي لمذكراتي.
كما أني أدعوكم وبقلب صادق الى دراسة الحدث والبحث عن الاسباب الحقيقية لما أنتم فيه, وعدم تعليق الأخطاء على غيركم, والتجاوب الايجابي والعملي مع دعوة السلام التي أطلقها السيد عبدالملك الحوثي في آخر خطاباته, والمسارعة بأخذ الدروس والعبر والدفع باتجاه اختيار قيادة شابة كفؤة بعيدة عن الفساد والإجرام والتسلط الذي لطخ سمعة أغلب قياداتكم الحالية العاجزة والخارجة عن التغطية, فحزبكم ضحية لشلة من اللصوص والانتهازيين الذين تمسكوا بالسلطة حتى وصل الحال الى ما وصل اليه, فحزب الاصلاح مليء بالقيادات الشابة والرائعة والكفؤة ذكوراً واناثاً والتي لا يجوز أن تبقى مُهمشة و مُجرد واجهة جميلة للحزب لا تأثير لها.
رسالة الى اخواني وأحبائي أنصار الله:
الانتصار العسكري مهم وحقق لليمنيين حلماً طالما تمنوه وأزاح من على صدورهم كابوساً جثم لعقود من الزمن, لكن الانتصار الأخلاقي أهم, الانتصار العسكري لا معنى له اذا حصل تراجع عن القيم التي بُنيت الحركة على أساسها, اذا لم تُعززوا انتصاركم العسكري بانتصار أخلاقي ينسجم مع ثقافتكم وأخلاق قيادتكم فكلها سنوات أو عقود قليلة بالكثير وتحصل ثورة جديدة ضدكم ونعود الى نقطة الصفر.

حول الموقع

سام برس