عاصم السادة
حتى الان لم يدرك الكثير ان ما جرى الاسبوع الماضي في العاصمة صنعاء بين جماعة الحوثي "انصار الله" والاجنحة العسكري التابعة للواء على محسن الاحمر سيناريو مرسوم اعد باحكام لتخلص من الاخير واتباعه العسكريين الذين لا ولاء لهم للدولة بقدر ولائهم للجنرال حيث لم تكن تأتمر بتوجيهات الرئيس هادي قائد القوات المسلحة ولا وزير الدفاع وبالتالي بات يشكل الجنرال والالوية التابعة له كابوس مهدد لحياة الرئيس هادي فكان ما كان وحدث ما حدث..!

لقد كان ابلغ رسالة استلمها "هادي" لشخصه هي تلك الحادثة الاجرامية والهجومية على مبنى "العرضي" الذي يحتوي على مكتب رئيس الجمهورية ووزارة الدفاع ومستشفى العرضي الخاص بكبار رجال الدولة فقد استوعبها الرئيس حينها وادرك من يقف ورائها وتواطئ مع عناصر القاعدة لبلوغ تلك الاماكن الحساسة وسهل احتراقها وشرعن لقتل الجنود الابرياء وملائكة الرحمة بصورة اجرامية بشعة !

وبالتالي فان الولايات الامريكية حذرت "هادي" مراراً من عدم انتقال سكنه الى دار الرئاسة الا بعد معرفة من هم منفذي جريمة جامع النهدين ومحاكمتهم حتى لا يقع بذات حادثة محاولة اغتيال الرئيس السابق ورجال الدولة ..ولعله تعرض لمحاولة اغتيال بائت بالفشل من قبل عناصر القاعدة حيث وجد عبوات ناسفة في النفق المؤدي الى دار الرئاسة وتم القبض على تلك الشبكة الارهابية ومحاكمتها.!

كان "الجنرال" يريد ان يسقط صنعاء قبل ان يسقطها "انصار الله" ويستولي عليها كاملاً وكانت حجته ستبنى على مواجهة المد الشيعي ومكافحة الارهاب وبدعم خارجي لكنه حوصر ولم تساعده الظروف نتيجة تراكماته السلبية في حق كثير من الاطراف السياسية منها رئيس الجمهورية وانصار الله والرئيس صالح.!

لم يكن اللواء محسن وآل الاحمر مقتنعون بالرئيس هادي في قيادة دفة السفينة لولا الضغوط الخارجية ومجلس الامن وتهديدهم بالعقوبات الدولية وتجميد اموالهم فأرادوا اذكاء المشكلات هنا وهناك لكي يضعوا "هادي" في الصورة ويتحمل تبعاتها ومسؤولياتها ويظهرون عجزه في ادارة شؤون البلاد وقد كان "صالح" هو الشماعة لتعليق كل تلك الاعمال الفوضوية والتخريبية والنظام السابق !

فمثلا حاول هؤلاء اقحام الدولة ممثلة بالقوات المسلحة في حروب افتعلها آل الاحمر والجنرال مع انصار الله في شمال اليمن لأبعاد مذهبية وطائفية ان لم تكن سياسية من اجل اثارة الفوضى وجر الدولة لمربع الصراع حتى لا يكونوا الوحيدين في ارتكاب الجريمة بل شركاء حتى تركهم الجميع وآلت الامور الى ما هم عليه الآن.

يدرك الرئيس والقوى الوطنية ان ثمة عصبة عسكرية وتقليدية كانت حتى وقت قريب سبب تدهور الاوضاع الاقتصادية والامنية وهي لا تريد تنفيذ مخرجات الحوار وتحب بقاء الوضع مائعاً على ما هو عليه لانه يعطيهم الفرصة للحفاظ على مصالحهم الشخصية!

هذه القوى شوهت معنى السياسة في البلد حيث كانت مسيطرة على قرار وممارسة الحزب الذي ينتمون اليه التجمع اليمني للإصلاح فقد جعلته يناصب العدى لكل من في الساحة الوطنية حتى بات يخسر من حوله ومن يناصره نتيجة عقلية هؤلاء المغفلين .فاليوم التجمع اليمني للإصلاح تحرر من قيود الاجنحة المتغطرسة والمتحكمة بقراره السياسي وسوف يجد الفرق في الايام القادمة.

حول الموقع

سام برس