عبدالله عبدالله الشاوش
إن التعصب والتطرف لا يثمر الا الشر وتوالد الفتن وإن استمرار تصعيد الصراعات السياسية لا يؤدي الا الى خراب الوطن وانقسامه وتشرد المجتمع وضياع الديار ولا أظن أن ابناء اليمن الواحد الذين تجمعهم رابطة الأخوة والأسرة الواحده والوطن الواحد يرضون بخراب بلادهم وتقويض دولتهم , وتمزيق وحدتهم الاجتماعية الوطنية انهم لم ولن يكونوا وقودا ً للصراعات الدامية فقد تعلموا الكثير من شهور الازمة السياسية وأدركوا جيداً أن لا بديل عن لغة الحوار والتصالح والتشارك . كما انهم قد تجرعوا آلاماً كثيرة خلال سنتي المحنة السياسية وحتى الأن ما رسخ في ألبابهم من أن المصالحة الوطنية هي الوجهة المبرورة والطريق الآمن المفضي لحل كافة المشاكل فلا غالب ولا مغلوب لأن الانتصار الحقيقي أولاً وأخيراً هو انتصار الوطن الواحد الوطن المجبور الملتئم جرحه المتصالح فرقائه السياسيين . إن مسئولية الفرقاء السياسيين وكافة المكونات السياسية اليوم تتجلى في التزامهم بثقافة الحوار ومواجهة ومحاربة كل من يقوم ببث الفُرقة والمجافاة بين ابناء الشعب الواحد وأن عليهم مسئولية احترام ثوابت وارادة الأمة وتجسيد ذلك في ايجابية مخرجات الحوار والتقارب مع الآخر المختلف معه والوصول إلى نقاط الالتقاء في مختلف القضايا المطروحة والتي تتضمنها المحاور التسعة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل والمصالحة الوطنية وتغليب لغة الاتفاق على الاختلاف تطميناً للشعب وحفظاً للوطن ليلج الجميع الى المستقبل المنشود . وان سيرهم على هذا الخُطى يعزز من رصيدهم الوطني ويحمي وحدتنا اليمنية , ويحفظ لهم المنزلة الرفيعة في نفوس ابناء الوطن . فوحدتنا الوطنية اليمنية تحتاج حمايتنا جميعاً فهي عتادنا , وقوتنا , والأرضية الصلبة لمواجهة كل من يريد سلب ارادتنا الوطنية . وبها نحارب كل من يروج لثقافة التشظي والانقسام . والوحده هي رمز نضالنا من أجل تحقيق مجتمع الكفاية والعدل والحرية والديمقراطية . تلك الديمقراطية التي سطرها وأصل لها صانعوا الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م تاريخ انطلاق التعددية الحزبية والسياسية. فلا تراجع عنها لأنها الرافعة الاساس ووسيلتها الانتخابات الاسلوب الارقى والشرعي للتنافس السياسي بين مختلف الاحزاب والقوى السياسية للوصول الى سدة الحكم . كما وأنها أي الديمقراطية هي النهج الحضاري المجسد لمبدأ التداول السلمي للسلطة. ويتطلع أبناء اليمن شوقا وشغفا لمواصلة مسيرة العمل الديمقراطي التعددي بأجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية في موعدها فبراير القادم من العام 2014م اقتناعا وأيمانا بأن الديمقراطية هي الطريق الصحيح والحل الآمن من الازمات . عجلة الحوار في مؤتمر الحوار الوطني بعد مُضي شهر كامل تمضي بثبات وتأني والحواريون تتآلف أفئدتهم وتتسامى نفوسهم فوق المآخذ من يوم الى يوم والمؤمل من الأخوة الحراكيون الذين لم يحسموا أمرهم بعد بالمشاركة والانضمام لمؤتمر الحوار الاستجابة بروح وطنية عالية لدعوة ونداء مؤتمر الحوار الوطني لهم بالمشاركة الى جانب اخوانهم ممثلي الاحزاب والقوى والمكونات والفعاليات السياسية المتحاورة ، فالوقت لايزال متاحا وفي مشاركتهم ترسيخ واعلا للغة الحوار وإطفاء لنار التصاعق كما أنه يطوي حقبة زمنية من الاضغان والاحقاد السياسية في يمننا الحبيب. وليتفرغ الكل لبناء الدولة اليمنية الحديثة الديمقراطية القوية القادرة على تحرير الارادة السياسية الوطنية الداخلية والخارجية من الاملاءات الخارجية. الدولة المرجوة التي تعمل على وضع سياسات اقتصاديه تؤدي الى قيام نهضة تنموية انتاجيه وطنية كبيره زراعيه وصناعيه لترقية الازدهار والسلم في ربوع الوطن. ويكتمل بناء وجمال الوطن بتسامح وتصالح وتضامن ومشاركة كل شركاء الوطن.

حول الموقع

سام برس