د حسين العواضي
ما الذي خسره العرب بخروجهم من اسبانيا، خسروا .. تاريخهم .. ومكانتهم .. وخسروا دولتهم وهيبتهم، وسمعتهم، أن الخروج المخزي من هناك كان علامة ضعف .. وغباء لا تزال تجر ملحقاتها حتى اليوم.
ولو إن .. لو أن العرب حافظوا على ملكهم وكيان دولتهم، وتجاوزوا خلافاتهم .. وقهروا جشعهم ونزواتهم، لكانوا الآن أسياد أوروبا.
أقصد السيادة والريادة .. والبطولة في ميدان كرة القدم .. فكما ترون، وتقرأون تسيطر الأندية الاسبانية على بطولة القارة العجوز.
ونهائي كأس – السوبر – الأوروبي جمع بين فريقي ريال مدريد .. واشبيليه .. والثاني فريق اندلسي، يحمل اسم مدينة اشبيليه حيث استقرت قبائل اليمن الفاتحة وعشائرها الوافدة إلى ربوع الجنة المفقودة .
إن أول قائد لا أفواج الفاتحين تطأ قدماه أرض الأندلس كان اليماني طريف المعافري والمؤكد أيضا أن آخر من غادر الأندلس يمني أيضا، وأن كانت كتب التاريخ تبخل علينا باسمه و لقبه.
ودعونا من تاريخ الندم، لنعود لكرة القدم تخيلوا والخيال مباح ولا إثم فيه، لو أن قبائل اليمن لا تزال تحكم أسبانيا، وأن هذه الأندية في ملكيتها وتحت امرتها.
فريق ريال مدريد يرأسه حرملة بن ضمعج الأرحبي، وفريق برشلونة يرأسه المقداد بن الأسود الكندي .. وفريق اشبيليه يرأسه حنش الصنعاني.
والأسماء حقيقية من كتاب اليمنيون في الأندلس للباحث الحصيف عبدالرب الصنوي نال به وبتفوق درجة الماجستير من جامعة بغداد.
أول شخص أوروبي يقع في الورطة .. رئيس – اليوفا – ميشيل بلاتيني، الذي حول الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى مؤسسة رياضية دولية محترمة.
لماذا؟! أصحابنا لايعرفون البروتوكول .. ولا يحترمون المراسيم، وقد شاهد ضيوف منصة ملعب المريسي ذات مناسبة .. مقعش مرافق لشيخ صغير، ينزع وزير الشباب من مقعده .. ويجلس مكانه.
ومن يحضر مباريات النهائي .. أو بطولات الكأس في ملاعبنا .. يشاهد العجب .. والقرف .. والتعب من الزحام .. لا أحد يعرف مكانه .. ولا أحد يحترم المراسيم .. والذوق الرياضي الرفيع.
ولهذا فإن خروج قبائلنا الناطحة الفاتحة من ربوع اسبانيا .. أعفانا من الحرج .. ويكفينا ما عندنا من مشائخ التايوان .. والأندية البائسة التي تعيش على صدقات التجار وأهل الشفقة والخير .
> وبعد هل يحن اليمنيون إلى ماضي أجدادهم ويخزنون تحت صدورهم عاطفة خجولة نحو الأندية الأسبانية .. وبينها أندية تحمل أسماء عربية مثل قرطبة .. وبلد الوليد.
لماذا يتحمس اليمنيون لمباريات الدوري الأسباني .. ولا يكترثون للدوري الهولندي والاسكتلندي .. ودوري الولايات المتحدة.
لماذا يشترون بطاقة التشفير باهظة الثمن .. والمواطير عالية الصراخ، ويتجمعون في المقايل .. والمقاهي .. والأرصفة لمتابعة مباريات الريال .. وبرشلونه.
وصدقوا أن رغبتوا .. ليست الحكاية رونالدو ولا القصة ميسي .. أنه الحنين الدفين الذي لا نعرف مصدره .. ولا تفسير له.
ويا زمان الوصل في الاندلس، من يا ترى يفوز ببطولة دوري أجدادنا، الذين خرجوا وتركوا لنا الحيرة والندم .. والتسلي بمباريات كرة القدم.

حول الموقع

سام برس