جيهان ماجد
إن ابغض الحلال عند الله الطلاق ، وما الطلاق الا الانفصال ،اما الحكم فشورى ومشورة وقرار عادل ،وقد حبانا الله جميعا" مجتمعات وجماعات رجالا" تتوفر فيهم صفات تؤهلهم استلام زمام الامور، اما النظرة الى اهل الجنوب العربي أو غيرهم بأنهم غير جاهزين للحكم بعد ، فتساويها نظرة الغرب المستعمر لنا فيها عدم جهوزيتنا لنحكم انفسنا ليمعن فينا استعمارا" واستعمالا" حتى يستحكم بمقدراتنا وبحاضرنا ومستقبلنا وما هي الا تحاليل بعض الكتاب والمؤرخين عن عدم جهوزية علي بن ابي طالب للحكم بسبب صغر سنه مع كل ما يتمتع به من مناقب وخصال امام خبرة وسن ابي بكر الصديق مما ادى بالأمة الى الانقسام وتبادل التهم والتخوين والتحارب ، وما كان الرجلان على خصام بل على وفاق تام ويذكر كل منهما خصال الاخر ومؤهلاته واستحقاقه لنيل المناصب ولكن لكونهم قدوة لنا ولان التاريخ يعيد نفسه ، فيجب علينا اخذ العبر والدروس من هؤلاء الرجال الذين مثلوا الحكم وطاعة الحاكم العادل بأفضل التمثيل لتشق الأمة من خلالهم كل الدروب السليمة في إنشاء الدولة وتداول الحكم .

إن اعطاء الجنوبيين حقهم امر ضروري ولا علاقة له بالربيع العربي ولا بالوضع السياسي رغم ارتباطه غير المباشر ببعض جوانبهما ،فكما للشمال مرجعية وكما للحوثيين مرجعية كذلك للجنوبيين مرجعية وممثلين من انفسهم.إن الفرق بين مجتمع الجنوب المتخم بالحضارة والتاريخ المشرق والمطعم ببداوة فطرية منتجة وبين مجتمع شعوب عربية اخرى الا وهو تخمة افراد هذه الشعوب بمعايير من حضارة حديثة زائفة مع سعيهم الجاهد الى تقليد مجتمع الفطرة ،لذلك إن الجنوبين هم الاجدر اليوم بأن نعطيهم فسحة من الانفصال مرتبطة إرتباط وثيقا"برأس حكيم حاكم فسحة تجعلهم ينفضون الغبار عن حضارة عظيمة ويستنسخون النصوص والعقول التي ينتجون منها مثالا"يحتذى في هذه الارض العربية التي ما زالت تتوق الى الحرية والعدالة والمساواة . وهذا ما اردته من كل مؤازرتي لقضية الجنوب وتمنياتي لهم بتقديم المثال والامثولة لكل العرب إن استطاعوا بإنفصال او بدون إنفصال وبدون حلقات فلسفية او سياسية مدمرة للقلوب والعقول.
بموازاة كل ذلك ان الترقب والحذر سيدا الموقف اليوم خاصة مع الكثير من الاصوات المشككة بنوايا الأطراف المتحاورة ونوايا الدول الراعية للحوار أو الغير مؤمنة به ،إن ما تشهده ساحات اليمن اليوم لا يختلف عما شهدته ساحات دول عربية اخرى سار فيها يمين ويسار جنبا" الى جنب بدون ان يلتقيا الا للهدم والتحارب تحت رعاية قوة استعمارية تجعلنا دائما" نلتسع عند اختيارنا او تحبيذنا اي من المسارين من خلال ايادي تضع العراقيل أمامنا وتجعلنا نكفر بقياداتنا ومبادئنا ونحطم تاريخ رجالاتنا وانجازاتهم ويتملكنا الشعور بعدم جهوزيتنا لنحكم انفسنا.
لذلك العين اليوم على اليمن بكل فئاته وأطيافه لصياغة خلطة سحرية نموذجية تحاكي كل الهواجس والاحلام وتستولد الحلول وبالأخص للجنوب العربي الذي عانى ما عانى على مدى سنوات وعقود.

* كاتبة لبنانية

حول الموقع

سام برس