عبدالله الصعفاني
كثيراً ما يؤكد الشعب اليمني بحكمته ووعيه أن بالإمكان أبدع مما كان ويكون ..لكن من قدم لهم الوطن عصارة إمكاناته خذلوه مع كل منعطف ..وعجبي !
* عجبي من الأمية الوطنية والأمية السياسية والطيش والعبث عندما تأتي من الذين يفترض فيهم العقل والمعرفة وتسديد الفواتير المستحقة عليهم نحو اليمن .
* لقد كان الوطن اليمني وما يزال ضحية من يمكن تسميتهم بالنخب من مسؤولين حكوميين وقادة رأي ومؤسسات أهلية ورجال جيش وأمن ووجاهات اجتماعية وقبلية وحتى علماء دين كثيراً مايثبتون عجزهم في تحديد الفارق بين ما يسمى شعبياً " الكوع والبوع " حتى صار من حق بسطاء بل ورعاع أن يصرخوا بأفواه الحكمة .. لقد تشابهت البقر علينا..
* في موضوع الحكمة.. يسهل على من يتمتع ولو بمسحة خفيفة من الذكاء والقدرة على قراءة الأوضاع أن يلحظ كيف أن هذا الشعب حكيم وعظيم بذات كبر كيد وبهتان وانتهازية نخبه الرسمية والشعبية ممن أرهقوا بلادهم الباحث عن موقع محترم على الخارطة الإقليمية والدولية .
* ومن يعيد التأمل في المشهد خلال أربعة أعوام فقط سيكتشف كيف أن قوى خارجية ومحلية اجتهدت وضخت أموالاً باهظة تكفي مراميها الشريرة لأن يخوض الشعب حروباً طاحنة لا تبقي ولا تذر لكن الشعب اليمني ظل يرفض التحشيد المذهبي والطائفي ويحصره عند تلك المساحات وذات الأدوات ويحافظ على الحد المعقول من التعايش الوطني والإنساني بصورة أربكت قوى الشر التي لا يبدو أنها ستتوقف عن وضع المزيد من السيناريوهات رغبة في وصول اليمنيين إلى النماذج العراقية والسورية والليبية في الاقتتال .
* والحال الذي يؤكد سلامة التوصيف السابق لشعب عظيم منكوب بكثير من متعلميه وطلائعه من المسؤولين الحكوميين والوجاهات وأصحاب النفوذ هو قدرة الناس على التمييز بين الثورة وبين الأزمة .. بين الحديث من أجل الله والوطن وبين الكلام من أجل المصالح الشخصية المفرطة في الأنانية وعبادة الذات.
* وحتى عندما يتخذ الشعب اليمني موقفاً محايداً كتعبير عن الحيرة وخيبة الأمل فإنه يسهم بشكل أو بآخر في التخلي عن قوى الفساد والاستبداد والتجهيل لصالح كل من يحترم العقول ويخاطبها بمسؤولية وليس بالإدعاء الكاذب أو الفجور السياسي الماحق، بدليل ما شاهدناه ونشاهده من انكشاف حال مراكز حسبناها عصية فإذا هي أوهن من خيوط العنكبوت .
* على أن ما يضخ من الأموال المشبوهة والمواقف غير البريئة لدوائر مالية ودبلوماسية ومخابراتية لا يمنع كل الشرفاء من تعليق الأجراس على الرقاب اليمنية تجنباً لأي انزلاق للأوضاع نحو مربعات العنف والإرهاب الذي شاهدناه ونشاهده في عمليات انتحارية وتفخيخية تستعجل القضاء على حكمة الشعب اليمني وإيمانه بالقضاء على أكبر قدر من المواطنين ورجال القوات المسلحة على النحو الذي رأيناه في مذبحة ميدان التحرير بقلب العاصمة التي تمثل انعطافه خطيرة في مسلسل الإرهاب .
* والطرح الاستفهامي الذي يفرض نفسه على هذه الوقفة ..هل من سبيل يرتقي فيه كبار اليمن إلى مستوى وعي المواطنين العاديين ؟ إن دقة المرحلة وصعوبتها والمناخ العام الذي يخيم على المنطقة ومثابرة أعداء الحياة ممن يضخون ويحرضون ثم يتحدثون عن الدعم تفرض استشعار كبار اليمن " الصغار " لمسؤولياتهم وتحكيم المنطق والعقل والمصلحة الوطنية ..وحسب الجميع إدراك هذا الفجور غير المدرك لكون من يزعم حرصه على البناء لا ينشغل أبداً بالهدم.. وحفظ الله اليمن.
*حجاج " قاح بم "
يسألني الأخ علي الكليبي الرجل الذي يقضي حياته في العمل على وصول الكتاب المدرسي إلى ملايين الطلبة والطالبات.. هل لم نعد كشعب نفرق بين الليل والنهار ؟
لقد عادت طلائع حجاج بيت الله الحرام من اليمنيين إلى المدن والأرياف .. لكنهم لم يبذلوا جهداً لإقناع ذويهم بعدم إطلاق الأعيرة النارية من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة كما شهدته ليالي العاصمة صنعاء .
* أعيرة نارية تملأ ليالي المدن والناس نيام كما لو أنها حروب مصغرة.. ويسأل المتضررون..هل اختفى الوازع الداخلي عند حجاج بمجرد مغادرتهم المشاعر المقدسة وهل هناك من ينهي عن المنكر؟
* لاحظوا أنني حصيف وأعرف البير وغطاه ولذلك لم أسأل .. أين القانون.. بل وأين الدولة ؟

الثورة

حول الموقع

سام برس