أحمد عبدالله الشاوش
يصرخ الاعلام الدولي على مدار الساعة ، وتدق أمريكا طبول الحرب التي تثير أكثر من علامة تعجب وأستفهام ، مهددة ومتوعدة تنظيم " داعش " الارهابي بمزيد من الضربات الجوية وتدمير تحصيناته وعتاده وأوكاره في عين العرب " كالوني " ذات الشعب الكردي العريق الذي يتطلع الى حكم ذاتي ترفضه تركيا بكل ماأعطيت من قوة، ولارهاب شعوب العالم يسارع العم " سام " الى نفخ داعش وقوتها وقدرتها الجبارة حتى أصبحت قطباً في عالم المجون السياسي والانحطاط الاخلاقي والمراوغة ، ونزولاً عند ضغط الشعب الامريكي والشعوب الاوربية بعد ذبح " أمريكيين وبريطاني " سارع ساسة أمريكا الى امتصاص الغضب عبر وسائلة ودعوته الى تبني أربعين حليف كبير طويل عريض للقضاء على " داعش " مجازاً!! وأستئصالة ومن ثم تقليم أظافرة، في حين يلاحظ المتابع للاحداث تراجع نغمة قادة أمريكا والتحالف في أن الضربات الجوية لاتأتي ثمارها ولاتستطيع القضاء على قوة داعش ولابد من وقت كبير ،وبالامكان تأخير تمددهاوتأجيل قبض أرواح كالوني ، رغم تساقط الاكراد والسوريين والعراقيين وتدفق دمائهم وتناثر أشلائهم في كل مكان وأنتهاك السياده السورية في " كالوني " وحصار الاتراك لها والتلذذ بموت أكرادها الطامحين الى الحكم الذاتي ومازال المجتمع الدولي وفي طليعته شياطين الامم المتحدة متفرج لبيب.

شعوب أمريكا واوروباالبريئة والغارقة في العمل وملذاتهاوصخبها وأيقاعاتهالاتدرك أن " داعش " صناعة أمريكية صهيونية بشهادة ايزو أوربية وخاماتها عربية ، تم تهجينها و تلقيحهابعينات شيشانية وأفغانية وباكستانية في مختبرات واشنطن ولندن وباريس ، زودة بشرائح فكرية قابلة للانفجار والانشطار داخل أوطانها وبعيداً عن برج ايفل وتمثال الحرية وساعة بيج بن ، لابتزاز الوطن العربي وتجزئةالعالم الاسلامي ونهب ثرواته وتهديد حكامه، أول على الاقل لصناعة تسويات سياسية على غرار ثغرة " الدفرسوار " المصرية .

الاف العرب والمسلمين يتم ذبحهم جهاراً نهاراً ولانجد حتى مجرددموع كاذبه أشبه بدموع التماسيح تواسينا في سوريا والعراق واليمن ومصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وعين العرب " كالوني " . نجهش بالبكاء في حين قيادات و سفراء امريكا وبريطانيا ولندن وتركيا وبعض دول الخليج أول الداعمين لهذه التنظيمات الارهابية بالمال والسلاح والايواءوالتطبيب سراً وعلانية ، وفي أطار خلافاتنا المصطنعة مابين سنه وشيعة وأحزاب و طوائف ومذاهب ونحل تتمدد داعش وأخواتها تحت مسمى النصرة وأنصار الشريعة والقاعدة وطيبة وجيش محمد وبيت المقدس والسرايا وما الى ذلك من الماركات التي جعلت منها بعبعاً ووحشاًذات مخالب أمريكية .

عندما نعود بشريط الذكريات الى الثمانينات نلمس أن مصلحة "العم سام" أستدعت أن تدك الجيش الروسي في أفغانستان وأن تهزمة شر هزيمه بتجنيد وصناعة بعض شباب العرب والمسلمين وأقحامهم في مواجهة الدب الروسي مستغلة ذريعة المد الشيوعي "الخطر الاكبر" على الاسلام تحت مسمى الجهاد الزائف والحفاظ على الجندي الامريكي الاشقر ، رغم أن أمريكا لايهمها الاسلام ولاالمسلمين وأنما تريد أن تحتل أفغانستان وتحقق مصالحها لاستراتيجية، حرباً بالوكالة ليس للاسلام فيها ناقة ولاجمل ، خاضها الافغان العرب " جماعة الاخوان المسلمين " وبعض المتعاطفين مع القضايا الاسلاميةالذين تم أستقطابهم وتجنيدهم وتدريبهم على أحدث انواع الاسلحة ودرسوا فنون المعارف الاستخبارية، وتم أغرائهم تارة بالمال وأخرى بالجنة وبنات الحور نتيجة الدعاية الاعلامية الطاغية، وأشتغل قادة العمل الاسلامي السياسي بسرعة الصوت وجمعت التبرعات من كل حدب وصوب وتم تسفيرهم من البلدان العربية في ظل تغاضي قادة النظام العربي وأجهزة المخابرات العربية المبرمج الى السعودية تحت ذرائع أداءالعمرة أو الحج ومن ثم نقلهم الى بيشاور وتدريبهم والزج بهم وقوداً في محرقة أفغانستان .

لقد دفع الخليجيون مليارات الدولارات وفي طليعتهم النظام السعودي من بيت مال المسلمين دفاعاً عن العم سام وتسلط ماما أمريكا وللبقاء في كراسيهم ، وبعد مئات الالاف من القتلى والجرحى والمعاقين وتدمير أفغانستان وشعبها تم طرد الروس ، وبدأت المعركة الثانية بين الجماعات وفصائل المجاهدين التي تم تغذيتها بالافكار المتطرفة والكراهية والمحسوبة على السعودية وامريكا وباكستان وغيرها بعد حلمهم بتكوين امارة أفغانستان وسرعان مادب الذعر في العم سام بعد تجاوز الخطوط الحمراء الذي سارع الى بث روح الفتنة سراً حتى صارت حطاماً ، وفي نفس الوقت عمل على أحتواء الكثير من تلك الجماعات لتحقيق مآربه حتى اللحظة .

لقد تناسل الافغان العرب فكرياً وأستطاعوا بعد ملاحقتهم و خروجهم من سجون أمريكا واوروبا وأعادتهم الى دولهم بموجب الاتفاقيات بعد أن طردوا السوفيت من أفغانستان واصبحوا عبئاًومسجل خطر على الامريكان ووصوالهم الى بلدانهم كقنابل موقوته وخلايا نائمة،استفادة من المناخات الديموقراطيةووجود البيئة الامنه لنشر أفكارهم والتأثير على جيل جديد في العالمين العربي والاسلامي وأمتداد هذ الفكر المتطرف الى الجنسين في دول أوروبا وأمريكا تحت رعاية وعين مخابرات "العم سام" واحتضان الاتراك والمال الخليجي لارهاب شعوب العالم ، الذي أيقضته من جديد للجهاد الزائف ، لتدمير وذبح الشعب السوري والانتقام من اكراد " كوباني " وتدمير العراق ومن لايدور في الفلك الامريكي، اللعبة أمريكية ومفاتيح السلم والحرب في يد العم سام ونزع الكراهية والقضاء على الارهاب يبدأ من واشنطن وأخواتها لانها الصانع الحقيقي للارهاب.

shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس