بقلم جميل مفرح
ما يقوم به الحوثيون كان حلماً..

* بيت الأحمر وسطوتهم.. القشيبي وتغطرسه وتمدده في عمران.. الإخوان المسلمون "الاصلاحيون" وما احدثوه من عبث وتسلط واقصاء في مختلف أجهزة الدولة.. علي محسن وقواته وهيمنته الكبرى.. جامعتا الإيمان والعلوم ومعسكر الفرقة التي كانت في مجملها مصنعاً للإرهاب والتخريب.. القاعدة داخل صنعاء وخارجها في مارب والجوف وحجة ورداع والبيضاء وحتى داخل احياء في العاصمة..

* كل هذه الآفات كانت ومنها ماتزال تشعل البلاد ازمات وحروباً وفساداً لسنوات طويلة جداً ولم تستطع الدولة او المجتمع أو اي تشكيل آخر ردعها أو إيقاف أي منها..
وها هم أنصار الله وفي وقت قياسي قد خلصوا ويخلصون البلاد من هذه الآفات المزمنة.. فلماذا يبدر لنا على الواقع كل ما نشهده من البعض من تحامل شديد وعدائي على جماعة أنصار الله بدلاً من تقديم الشكر والعرفان لهم..

* أما حكاية السعي للحكم أو ما شابه فما الذي يمنع أو يعيب هذه الجماعة لتنال حقها أو فرصتها، شأنها شأن التشكيلات والتنظيمات السياسية الأخرى.. خصوصاً وانهم يعترفون بالديمقراطية والدولة المدنية الحديثة ويدعون الى تحققهما، ولا يفرضون أنفسهم كأوصياء بشكل مطلق على الوطن.. وبعدما تبين أنهم يعملون تحت راية النظام السياسي القائم وبرضا شبه مطلق منه..

* للحقيقة وللتاريخ الحوثيون ينجحون بشكل باهر فيما فشل فيه الجميع بما في ذلك الدولة.. سواء في ممارسة مهام الدولة والمجتمع خصوصاً المهام الأمنية وملاحقة الارهابيين والمخربين واعضاء القاعدة أو في التوسع والكسب السياسي والاجتماعي، بحيث أصبحت جماهيريتهم واسعة وفي ازدياد وتوسع متلاحق، نظراً لما قدموه ويقدمونه من خدمات لم يستطع بل يجرؤ احد قبلهم على تقديمها حتى الدولة..

* أنا بشكل شخصي معجب ومعجب كثيراً جداً بالادوار التي تقوم بها هذه الجماعة.. ومثلي كثيرون جداً بما في ذلك كثير ممن يختلفون معهم وإن كانوا يضمرون ذلك الإعجاب.. فلماذا نحمل أنفسنا على معاداة غير مبررة في حين يجب أن نشد على يد كل من يخلصنا من فساد ويعتق رقابنا من سطوات التماسيح والديناصورات التي عاثت في الأرض فساداً.. وجثمت على صدورنا وصدور امننا وسلامنا واستقرارنا..

* مجدداً.. سأدعو نفسي وادعو الجميع إلى محاولة الوقوف إلى جانب ما تقوم به الجماعة من اعمال وطنية جليلة في الوقت الراهن.. والتعاون معها من اجل ترسيخ الأمن والاستقرار وكسر شوكات الفساد والإفساد التي عانينا منها عقوداً من الزمن.. ثم من حقنا أن نختلف معها في توجهاتنا ورؤانا اذا لزم الأمر ذلك.. أما أن نعلن العداء عليها وهي تقوم بمثل تلك الاعمال التي نفتقدها وتفتقدها مصلحة البلاد فقط لأننا نختلف مع توجهاتها الفكرية والمذهبية.. فهذه برأيي رؤية قاصرة ولا تدل على تمدن وتحضر ولا على حب للوطن ومصالحه العامة.. بل إن تصرفاً مثل ذلك يعتبر حمقاً وفيه من الحقد واللاموضوعية ما يجعله يكاد يكون سفهاً..

* عموماً وعلى الرغم من انني اعلم أنني لن اسلم من التهم والاسقاطات والإسنادات من قبل من هم متخصصون في ذلك أو متعودون عليه.. إلا أنني أجدني مضطراً ومجبراً من باب الوفاء للحقيقة والوطن في سياق واحد والشهادة للتاريخ وللمستقبل.. اجدني مجبراً نفسي كمواطن يمني خالٍ من الوسوسات والإملاءت وبعيد عن التحزبات والتعصبات على تقديم تعظيم سلام للإخوة أنصار الله اعجاباً بما حققوه لانفسهم وللوطن ايضاً وعلى شكرهم كما يجب وتملي علي طبيعتي كانسان عادي خالٍ من كل العقد والتعقيدات.. والسلام.

والله من وراء القصد.

حول الموقع

سام برس