أحمد عبدالله الشاوش

جاءت شبكة الانترنت كمتنفس ورافد إلكتروني‮ ‬لجميع شعوب العالم دون استثناء وأصبحت أداة للتواصل الفكري‮ ‬والسياسي‮ ‬والاقتصادي‮ ‬والاجتماعي‮ ‬وغدت أرشيفا لذاكرة الشعوب وأسرارها بما تمثله من شفافية وحرية بلا حدود وسرعة لنقل البيانات وتخزينها مما جعلها أشهر من نار على علم،‮ ‬وأحد عوامل نجاح العقل البشري‮ ‬التي‮ ‬أغرت وجذبت الكثير من الأفراد والمؤسسات وبيوت الصحافة إلى إنشاء مواقع إلكترونية إعلامية بمختلف اتجاهاتها ومشاربها الفكرية إلى جانب صحفها الورقية أو بديلة عن الصحافة الورقية ذات التكلفة العالية من حيث الاحتياجات الورقية ولوازم الطباعة والعمالة وأجور النقل وتوصيل الاشتراكات وساعد أيضا على إنشاء تلك المواقع سرعة انتشارها وإيصال المعلومات خلال دقائق إلى كافة أرجاء المعمورة طالما وجدت الشبكة العنكبوتية بغض النظر عن محتوى المادة وحلاوتها أو مرارتها فذلك راجع إلى القارئ والمتابع وحاسة الاستشعار الثقافية لديه للتمييز بين الغث والسمين،‮ ‬وفي‮ ‬ظل هذا التطور التقني‮ ‬العالي‮ ‬قفز الغرب إلى العلياء وصار التعامل عبر الشبكة العنكبوتية في‮ ‬معظم نواحي‮ ‬الحياة وصارت الصحافة الورقية من حيث التواجد كإرث وعرف في‮ ‬عالم الصحافة للمؤسسات الإعلامية الرائدة،‮ ‬وصارت الصحافة الإلكترونية هي‮ ‬الغاية في‮ ‬ الكثير من دول‬العالم ‬واليمن جزء من هذا الفضاءو‬هذا النهج تدرجا ووفق الإمكانيات وبكل طموح وأمل ،وصرنا نشعر ونقتنع بأن مستقبل الصحافة الإلكترونية هو الأكثر حضوراً‮ ‬في‮ ‬الحياة العملية وأن الصحافة الورقية ستختفي‮ ‬يوما ما بتطور التعليم وإدخال التقنية في‮ ‬مناهج التعليم وتمدد الشبكة العنكبوتية إلى المدن والقرى طالما وجد الأمن والاستقرار وارتفاع معدلات التنمية ووجدت الإدارة القوية المؤهلة المتخصصة وأن استقراء الواقع‮ ‬يبشر بأن العصر هو عصر المعلومة،‮ ‬عصر الصحافة الالكترونية التي‮ ‬هزت دولاً‮ ‬وأسقطت حكاماً‮ ‬وقولبت الرأي‮ ‬العام العالمي‮ ‬وعبرت الحدود والحواجز الدولية دون رقيب وبعيدا عن مقصات الرقيب الأمني‮ ‬وغير الأمني‮ ‬الذي‮ ‬انتهى مفعوله في‮ ‬ظل السماوات المفتوحة التي‮ ‬تتيح لأي‮ ‬كان أداء رسالته الإعلامية وغير الإعلامية بعيدا عن العوائق وهمزات الشياطين‮.‬

shswish22@gmail.com
مقال نشر في الثورة-دنيا الاعلام

حول الموقع

سام برس