محمد العزيزي
هذا العنوان يحمل حكاية شعبية أو بالأحرى مساجلة كلامية بين رجل وزوجته تناقلها الناس و أصبحت مثلاً شعبياً متداولاً و دائم الحضور لأبسط القضايا ؛ فحوى هذه القصة ـ و هناك عدد من الروايات لكن جميعها تدور حول البطولة والفهلوة ـ أن الزوجة ظلت تذكر زوجها أن فلاناً بنى بيتا ؛ وفلاناً امتلك الأراضي و آخرين من أقران زوجها كونوا الثروة و المال وأصبحوا أغنياء ـ يعني كلهم من فصيلة أحمر عين ـ وبقى زوجها على حاله فقيراً مستور الحال .. فكان رد الزوج على عتاب زوجته بهذه الثلاث الكلمات " الناس رجالوا«لول» " .؛ وكان يقصد من كلامه الناس لصوص وا«لول» .

هل تعلم لول اليوم كم من الناس الذين كانت تعتقد أنهم رجال حد وصف زوجها ؛ من حمران العيون ؛ من امتلكوا القصور و الفلل والعمارات وناطحات السحاب ويملكون أيضا أشكالاً و أنواعاً من السيارات الفارهة ؛ والأرصدة العامرة في البنوك و الخزانات التي في البيوت لا يتحدثون إلا بالأرقام الخيالية وبالعملة الصعبة ؛ كثيرون يا لول كثيرون .

نهبوا الأراضي واستولوا على المال العام ؛ ظلموا الناس وسلبوهم حقوقهم ؛ دمروا المؤسسات والدوائر الحكومية ؛ كل ذلك باسم الرجالة والرجولة و الحذلقة ؛ المجتمع والأسرة تشجع هكذا أفعال وأعمال.. فهو بنظرهم تحول من سارق إلى رجل أحمر عين ؛ يخرج رزقه و لقمة عيشه من فم الأسد ؛ قصدهم المسكين عندما ينقلب إلى أسد ؛ أصبح هؤلاء اللصوص والنهابة والسرق بنظر عامة الناس هم الرجال ؛ و الأذكياء ؛ أما الشرفاء فهم خبل ؛ مساكين ؛ يرحموا ؛ ومقلدي الشرف والنزاهة ؛ يستاهلوا ما هم عليه ؛ فالمثل يقول " الذي ما يأكل يأكلوا له ".
طموح لول أصبح أعظم و أكبر اليوم في بلادنا ؛ وحقيقة مرة يعاني منها الشعب ؛ السارق يمدح الجميع فيه ويصفونه بالرجل ؛ والناس تشجعه و تهابه ؛ والنزيه "دويدار" ؛ أهبل ؛ تستحقره العامة ؛ لأنه نظيف ؛ لا ينهب حقوقهم .. ألا تعتقدون أنه عصر المفارقات و الغرائب والفوضى .. إلى هذا الحد وصلنا من الانحطاط والتفسخ الأخلاقي؟! .

أيعقل أن يفكر غالبية الناس بعقلية الحجة (لول) ؛ في الوصول إلى الأحلام ولو على حساب حقوق و حياة الآخرين و نهب المال العام و أملاك الشعب؛ متنصلين عن مبادئ الأخلاق والدين والضمير الإنساني .. هل المسألة أزمة أخلاقية .. وضعف في الجانب الديني ؟ أم هي الفوضى الخلاقة التي كانت تسعى إليها لول ؛ و كنداليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية صاحبة مشروع الفوضى الخلاقة والتي تحققت وأصبحت موضة تجتاح البلدان العربية ؛ ويتفاخر و يتباهى بها الفاسدون آكلي حقوق الناس وناهبي المال العام .. وهل الناس بهذا السلوك الحقير رجال يا لول ؟!!!!!

حول الموقع

سام برس