عبدالوهاب الشرفي
جريمة آثمة جديدة ترتكبها عناصر الإرهاب في محافظة إب تودي بحياة العشرات وتجرح العشرات كذلك وكلهم من المدنيين العُزّل والأطفال من طلاب المدارس أثناء فعالية لإحياء مناسبة المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة والتسليم .
هذا هو الإرهاب، عمل إجرامي يودي بحياة مدنيين عزل لا ذنب لهم ولا جريرة، وعمل غادر لا يواجه وإنما يعتمد على المباغتة والخيانة، وعمل جبان يقتل غير مقاتلين وغير مؤهلين موضوعين لمواجهة، وعمل غير رجولي يقتل في غير قتال ولا يقارع مقارعة الند للند.

من مهاجمة المعسكرات والنقاط الأمنية إلى عمليات الاغتيال للضباط والشخصيات السياسية والفكرية إلى تفجير الجنود في السبعين إلى الهجوم الآثم على العرضي إلى جرائم الذبح للجنود المسافرين وغيرهم من قضاه وضباط إلى التفجير الجماهير في التحرير إلى تفجير باص الطالبات في رداع ووصولاً إلى تفجير المركز الثقافي في إب، وغير ذلك من التفجيرات والتفخيخات والعمليات الآثمة المتكررة، كل ذلك يعطي رسالة واضحة لم تتلقها الدولة والحكومة والمجتمع، كما يجب حتى الآن، وهذه الرسالة تقول إن الإرهاب عمل منظم وواسع ويستهدف الجميع دون استثناء، وحتى أولئك الذي يحتضنونه أو يتقبلونه أو يبررونه أو يتعاطفون معه لابد أن يكونوا هم من بين ضحاياه في يوم ما، فالإرهاب كالعقرب لابد له في يوم أن يلدغ كل من يضعه في جيبه.

جميعنا دولة ومؤسسات ومكونات وشخصيات وأفراد لم نقف حتى اليوم الوقفة المطلوبة وفقاً لتلك الرسالة التي تبعثها إلينا تلك الجرائم الإرهابية الآثمة المتلاحقة، والتي تدعونا لأن تكون مواجهتنا للإرهاب هي أيضاً عملية منظمة وواسعة ويشارك فيها الجميع بفعالية وكل في مجاله وتنتقل إلى مرحلة المهاجمة وليس الاتقاء فقط، لأنه بكل وضوح وبكل بساطة الجميع أهداف محتملة لعملياته الغادرة التي لا تختار ضحاياها بقدر ما يكونوا كذلك لأنهم تواجدوا وقت وقوع العمليات فقط، بعيداً عن انتمائهم أو ميولهم أو مذاهبهم أو أحزابهم أو آرائهم أو سنّهم أو حالاتهم المختلفة.

العمليات الأمنية والعسكرية التي تتم في مواجهة الإرهاب ليست في مستوى التهديد الذي يمثله للمجتمع، ومع ذلك ليس الدور الأمني والعسكري وحده هو المطلوب في مواجهة هذه الآفة السرطانية، بل يجب أن تكون مواجهة الإرهاب عملية واسعة تعتمد استراتيجية منظمة واعية فاعلة تنقل الأداء إلى مهاجمته أمنياً وعسكرياً وسياسياً وثقافياً وتوعوياً واقتصادياً وتعليمياً ودبلوماسياً، ويجب أن تنتظم في هذه الإستراتيجية جهود الجميع حتى تتمكن البلد من تحقيق مواجهة فاعلة مع هذا الخطر المحدق بالبلد وبالمجتمع تعتمد على الهجوم لا على الدفاع.
حان الوقت أو قد تأخر ليضع الجميع ملف الإرهاب على طاولته وفي مقدمة أجندته، وأن يمضي الجميع في اتجاه إعداد استراتيجية وطنية "لمهاجمة" الإرهاب، ومن ثم يمضون في تنفيذها لنهاجم نحن الإرهاب لا أن ننتظر حتى يهاجمنا هو وبعد ذلك نفكر ما نفعل تجاهه، وكثيراً لا نفعل أكثر من بيانات الإدانة!!
أدعو الجميع وفي مقدمتهم فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الوزراء للعمل على عقد مؤتمر وطني عاجل لمهاجمة الإرهاب ينعقد تحت شعار كلنا سنحارب الإرهاب، وتنبثق عنه لجنة يمثل فيها الأجهزة الأمنية والعسكرية والمحلية والمكونات السياسية والفعاليات المجتمعية والشعبية تتولى إعداد استراتيجية وطنية لمهاجمة الإرهاب، ووضع الخطوات المبرمجة التي تصب في مهاجمة هذه الآفة قبل أن تهاجمنا هي وتحول حياتنا إلى دماء وأشلاء.
نقلا عن الثورة

حول الموقع

سام برس