أحمد عبدالله الشاوش
يحتفل العالم العربي والإسلامي في جميع بقاع الأرض بالذكرى العطرة لمولد نبي البشرية رسول الإنسانية محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف صلوات الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين، تكريماً وإجلالاً وامتثالاً للمربي والمعلم والقائد الأول الذي غرس في قلوبنا، وحفر في عقول الأجداد والآباء والبشرية القيم الإسلامية الفاضلة والسجايا الحميدة، من صدق ووفاء ونُبل وشجاعة وأمانة ورحمة وإخاء ومحبة وأُلفة بين قلوب الناس باختلاف ألوانهم وأشكالهم ولغاتهم وطباعهم، حتى صار المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها على قلب رجل واحد.

سيرة عطرة وخالدة تستحق أن يقف الفرد المسلم وغير المسلم على الكثير من محطاتها ومعالمها ودروبها، منذ نعومة أظافره، المتجسدة في نشأته الأولى مروراً بالمراحل والمنعطفات التي مر بها، وختاماً بوفاته عليه السلام.

ما أحوجنا اليوم بعد أن تشتت العالم الإسلامي وغرق في سراب الصراعات الزائفة والمؤامرات الآسنة وصار كغثاء السيل فريسة لكل ناهش ، ماأحوجنا اليوم أن نستلهم الدروس والعبر والعظات من خلال العودة بالذاكرة إلى اليوم العظيم الثاني عشر من ربيع الأول، الذي أنار الدنيا وهجاً وعدلاً، وكان ومازال هذا اليوم الأغر مقدمة لهداية البشرية التي خرجت عن فطرتها، وانتشلها من الظلمات إلى النور وأزاح عنها الغشاوة وهز عروش الطغيان.

نحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف في وقت المصائب والفتن والأزمات تلاحقنا حتى لوكنا في بروج مشيدة لأننا غفونا أو تجردنا او تجرد السواد الأعظم منا عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والسنة النبوية الشريفة وأطلقنا العنان لشهواتنا الجامحة المتمردة على المثل العليا وتناسينا أخلاق القرآن الكريم وتناسينا ثقافتنا العربية والإسلامية العظيمة وأحللنا بدلاً عنها ثقافات شيطانية دخيلة على مجتمعاتنا تتناقض مع العقل والقلب والفطرة السليمة، ولهذه النكسة الكبيرة التي نمر بها لابد لنا جميعاً من الوقوف بجد وإخلاص في أحياء هذه المناسبة العظيمة التي تمثل للأمة العربية والعالم الإسلامي طوق النجاة من السقوط والارتهان والعودة إلى أصول الشريعة من خلال تمسكنا بالقرآن الكريم وسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام وغرسها في عقول ووجدان أولادنا.

shawish22@gmail.com
نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس