معاذ الخميسي
جميعنا شعر بالحزن العميق والألم الشديد لما حدث في جمعة الكرامة ومن هول الفاجعة بقيت كغيري مصدوماً لأيام عدة لا أعرف ماذا حدث ولماذا وكيف.. ومنذ ذلك اليوم ظللت أطالب بالقبض على الجناة والقتلة ومحاكمتهم.. وشعرنا بالارتياح مع أول خطوات جمع خيوط الجريمة وملاحقة المتهمين والقبض على عدد منهم وبدء إجراءات المحاكمة لمن قبض عليهم ولمن ما يزال فاراً من وجه العدالة.
طبعاً هذا الإحساس مع هذه القضية كان ولا يزال وسيستمر وأنا المحسوب على صحيفة حكومية من خلالها كتبت رأيي وأوصلته لمن يعنيه الأمر وليس هناك أي ممانعة أو حتى اعتراض لأننا نتعامل بصدق وحياد وأمانة وليس من أخلاقنا التعامل وفق الأهواء وعلى أساس المصلحة وفي إطار «الغاية تبرر الوسيلة» و«الحرب خدعة» و«الكذب جائز إذا دعت الحاجة»!
وغير تلك الحادثة ما حدث في جامع النهدين وهو بيت من بيوت الله وفي جمعة رجب وبعد تكبيرة الركعة الأولى وقراءة سورة الفاتحة واستهدف قيادات الدولة وأولهم رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ورئيس الحكومة ورئيس مجلس الشورى وغيرهم من القيادات والضباط والجنود والمصلين.. وبالتأكيد بشاعة هذا الحادث تجاوزت المعروف وما يمكن أن يتصوره عقل كونها استهدفت دماء محرمة وبيتاً من بيوت الله ودولة ونظاماً وأمناً واستقراراً .. ومع ذلك كانت المصيبة أعظم عندما سارع البعض للتهليل والتكبير وتقديم الذبائح واستمر في التلذذ والتشفي بطريقة فجة أكدت أن بين ظهرانينا من لا يؤمن بقيم ولا بأخلاق وتعاليم ديننا العظيم.
والأبشع من ذلك أن تستمر محاولات البعض في طمس جريمة النهدين وإماتة القضية بطرق كثيرة لا تبتعد عن المغالطات والأكاذيب .. ولا يمكن أن تتخلى عن الوعد والوعيد وتوجيه الاتهامات لمن يذكر أو يطالب أو يقول رأيه بتجرد وأمانة بأن ما حدث جريمة والقتلة يجب أن يأخذوا جزاءهم العادل!
لاحظوا فقط مدى الاستخفاف بعقول الآخرين وإلى أي مدى وصل الحال بمن لا يبقي لنعمة العقل قيمة حتى عند من هو محسوب عليه حين يستخدم طريقة معيبة ومخجلة بأسلوب «الهجوم خير وسيلة للدفاع» وهو يريد أن يقنع الآخرين بان (أربعة الأسرة) من نفذوا ذلك الحادث وهو في نفس الوقت مقتنع بعكس ذلك لكنه يستبق من حيث لا يدري ويؤكد من حيث ينفي!
أي استهبال هذا وأي سذاجة هذه التي وصفها أحد شباب ساحة الجامعة بالمسخرة التي تشكل مع قفز العسكرة والحزبية إلى الساحة أهم أسباب سرقة الثورة!
الأمر محزن حين يرى البعض أنه يمارس الذكاء وهو يفعل عكس ذلك تماما.. وحين لا يتعامل مع جريمة غادرة بشعة بأقل قدر من الشعور الإنساني الديني ويحولها إلى مناسبة للتشفي واستعراض كم هائل من الأمراض والأحقاد.
حتى الإعلام الرسمي تعامل بمرور الكرام وتناسى أن الجريمة لم يشهدها التاريخ اليمني أبداً وكأنه أضاعها في زحمة التشديد على الشرعية الدستورية وأمرها ثابت ومفروغ منه .. وبعد أن غادرنا الشهيد الأستاذ عبدالعزيزعبدالغني رئيس مجلس الشورى والشخصية القيادية المثالية ظل الحادث بعيدا عن التناول الإعلامي الذي يقودنا إلى المتهمين كما قادنا إلى المتهمين بقتل شهداء جمعة 18 مارس!
نحن أمام حادث جلل وجريمة غير مسبوقة وأظن أن من حقي وحق أي مواطن حتى من يتواجد في ساحة الجامعة أن نطالب بنتائج التحقيقات وبالقتلة .. وأقول وأؤكد القتلة ..وهاه.. قولوا لي من سيزعل ومن سيعترض ومن سيغالط ومن سيهدد.. لأقول لكم من هو شريك القتلة

حول الموقع

سام برس