احمد عبدالله الشاوش
أي إسلام نتحدث عنه وأي أخلاق نحتكم إليها وأي ثقافة مسعورة يتبناها البعض وأي فتاوى شيطانية ينفذها مراهقون هم أول ضحاياها ، بعيدين كل البعد عن تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ..

ما حدث صباح الأربعاء من تفجير انتحاري وحشي أمام مبنى كلية الشرطة بصنعاء وتناثر جثث طلبة جامعيين أبرياء يبحثون منذ الصباح الباكر وفي شدة البرد عن وظيفة شريفة يقتاتون منها وإعالة أسرهم يعتبر قمة الإجرام والبشاعة والعدوانية ، ومن قبله تفجير المركز الثقافي في محافظة إب الذي أودى بعشرات القتلى والجرحى وكذلك قتل وجرح عشرات الطالبات في رداع وصنعاء وتفجيرات في البيضاء وحضرموت وما صاحبها من خطف وذبح وسفك دماء أبرياء في مدن متفرقة.

ماذا يجري في اليمن أيها السياسيون والعلماء والمثقفون وقادة الأحزاب والجيش والأمن والمشايخ والمناضلين ، أين دوركم الأخلاقي وإنسانيتكم وحكمتكم وعدالتكم وانتصاركم للحق ورجولتكم مما يحدث؟ .

لماذا يصر البعض على إغواء شباب اليمن ومدهم بالأفكار المتطرفة والثقافات المسعورة الدخيلة على ديننا الإسلامي الحنيف ومجتمعنا الفاضل المسالم والمخالفة لكل الأديان السماوية والقيم الإنسانية الفاضلة ، ودعم القتلة بالمال والسلاح والخطط والبرامج وتسويق الأعذار الواهية والتبريرات عبر الكثير من الفضائيات ووسائل الإعلام وشبكة الإنترنت وبعض المساجد والأحزاب .

لمصلحة من كل هذه الجنون السياسي والسقوط الديني والانحراف الثقافي ، من إشعال الحرائق وإسالة دماء الأبرياء ، ومهاجمة مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وتكفيرها وقتل وخطف أبنائها ونهب سلاح الدولة وقطع الطرق وإرهاب المارة وإثارة النعرات ، تحت أكذوبة ويافطة "الإسلام الغريب " على عقولنا وأفئدتنا وأسماعنا وأبصارنا والمخالف لقيم القرآن الكريم الذي نزل به الوحي على نبينا الكريم ، ومحاولة تشويه الإسلام الحنيف عبر دغدغة عواطف المراهقين والجهلة وتحت شعار محاربة أمريكا وإسقاط الصهيونية العالمية وتحرير العرب ، وسيمفونية بنات الحور وجوقة الدولة الإسلامية برائحة الدم والبارود ودماء الأبرياء وأشلاء المسلمين .

تحت مسمى "الجهاد" الزائف وتضع عليها لاصق داعية إسلامي يعمل وفق جهاز تحكم عن بُعد لتسويقها على شباب تم التدليس عليه مسبقاً وأصبح ضحية جاهزة للانفجار والانشطار في أية لحظة ، نتيجة للفقر والبطالة وغياب دور الأسرة وتقصير العلماء وضعف الخطاب الديني وتلاعب السياسيين ، وتراخي مؤسسات الدولة عن القيام بواجباتها في تصحيح وتطويق هذا السرطان المخيف ، الذي صدرته لنا عدد من الدول الإقليمية والدولية التي تريد تدمير اليمن أرضاً وإنساناً لاعتبارات تاريخية ، والسيطرةعلى ثرواته وموقعه الاستراتيجي .

نحن معشر اليمانيين أسلمنا برسالة ومازلنا وسنظل حاملين راية الإسلام الحق إلى أن تقوم الساعة ، بعيداً عن النفاق والمزايدة والانحراف وثقافة التدمير ، دستورنا القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وغايتنا دولة " مدنية " تطبق العدالة الاجتماعية والمساواة بين الحاكم والرعية يسود أبناؤها الأمن والاستقرار والسكينة والرحمة والأخوة والتسامح والتكافل والبناء والخير ووحدة الصف بعيداً عن الهيمنة والظلم والفجور وثقافة الخطف والذبح والتفجير والاغتيالات والعبودية والسبايا ..

فاليمنيون اليوم مطالبون بكافة مشاربهم واتجاهاتهم السياسية والاجتماعية والثقافية بوحدة الصف ، وسرعة الوقوف بجدية لرفض هذه المجازر واستئصال هذا السرطان الفتاك من جذوره ومحاسبة من يدعمه حتى وإن كان في قمة الهرم أو أدناه، حتى ينعم الجميع بالأمن والاستقرار ونبرئ الإسلام مما لحق به من تشويه.

shawish22@gmail.com
نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس