عبدالله الصعفاني
ما هي الدولة التي نريدها في اليمن؟ كل الشواهد تؤكد أن كل المصائب تتعاظم في البلاد إلا الدولة.. ألا ترون هذا التهافت على تدمير كل شيء.. تدمير الدولة.. مؤسسات وشرعيات ومقدرات وقيم..
· الجيش والأمن وجرى تفكيكهما وإضعافهما بحجة الهيكلة، ولا يزال مشروع التدمير جاري التنفيذ حيث ليس بعد الهيكلة إلا إعادة التنظيم والتوزيع.. الهيكلة وعرفناها، وإعادة التنظيم والتوزيع وخبرناه في الذي انتهت عليه حركة الكتيبة التي غادرت شبوة فحصل لها ما حصل في مأرب ، والمؤسسات وتم تحويلها إلى مجرد أشكال مرتعشة لا تجيد سوى وضع البصمة على كل ما هو بائس من التوجهات.
· صار البرلمان الديناصوري خيال مآته لا لإخافة اللصوص أو الرقابة على ما هو فاسد وعابث أو التشريع لما ينفع الناخبين وإنما مجرد مجموعة من الأيادي ترتفع لتوافق على الديون وترتفع لإعطاء الثقة إما بالأمر أو تعاطياً مع المُر هرباً بالتهديد مما هو أمرّ منه.

· وإمعاناً في تكريس واقع التفكيك بالهيكلة وإعادة التوزيع وتحويل المؤسسات إلى كباش فداء لأهل القوى والنفوذ خارج الشرعيات وطمعاً في المزيد من التمدد والتمديد المرتعش تتواصل عملية النيل من كل ما هو متماسك ومدرب بالتشتيت والتفكيك والتجريد من ملامح القوة ليأتي الدور أخيراً على التشريع للمؤامرة بمسودة دستور جرى صناعتها في برلين وأبو ظبي خارج المعايير اليمنية حيث مشروع الدولة الاتحادية والأقاليمية ثوب فضفاض قادر على تلقف كل ما في الساحة من معاول التدمير لليمن.. كيان ووحدة ونسيج اجتماعي وثروة وحتى أخلاق..!
· الكارثة أنهم يصرون على تجريعنا لغو القول بأنهم يحسنون بهذه المسودة التمزيقية صنعاً مع أن النظرة إلى المواد التي أكلوا يابس اليمن وأخضر الداعمين لينتجوها أثبتت ليس حجم المؤامرة وإنما حجم الخدعة .

· عادوا من هناك متفقين على شئون الرياضة وإنشاء المدن الخاصة ومصبات السيول ومواجهة الكوارث وحافظوا على كارثة الخلاف حول الهيئات المستقلة الاتحادية والموارد الطبيعية وقواعد ومعايير الإدارة المالية وتعديل الدستور وأسس هامة ومحورية رأوا أن يضعوا تحتها خطوطاً متغافلين عن حقيقة أن الصراع في الأصل ليس سوى صراع على السلطة والثروة.

· قذفوا بالكرة صدر وقدم نحو صنعاء وكانوا حقاً على درجة من التذاكي.. فمن ناحية أخلوا عهدتهم من السفر الطويل، ومن ناحية رجموا بخلافاتهم إلى ملعب الداخل، معززين الجرب بالدمامل..!
· الله المستعان.

حول الموقع

سام برس