بقلم / ابراهيم الاشموري
يقال الحاجة أم الاختراع والأحداث تصنع الرجال هذا ما أنتجته الأيام في عصرنا هذا بعد ما تفوقت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد ما تكالبت عليها دول الغرب بقيادة أمريكا في محاولة منهم لإبقاء إيران تحت الهيمنة الأمريكية كما كانت في عصر الشاه الذي كان يطلق عليه انذاك شرطي المنطقة.

لقد اختارت قيادة ثورة21سبتمبر المسار الذي يصب في مصلحة اليمن عندما اختارت التوجه لدول أخرى لا تقتل المواطن اليمني بطائراتها بدون طيار أو تستبيح سيادة اليمن لعقود دون رادع من قانون دولي أو حتى اعتراض من قيادة البلد التي اختارت أن تحلق لليمنيين نيابة عن المخابرات الأجنبية، لم تكن القيادة متعجلة فقد أملت لهم طويلا أعني الأشقاء في السعودية والخليج وترجت واعذرت وانذرت، ولكن دون جدوى فهم لم يستوعبوا الدرس بعد ولم يصحوا من سكرة الماضي عندما كان لهم 27500 وكيل خراب ظاهرا واضعافهم باطناوجميعهم وكلاء في خراب اليمن.

نقول لهم أستفيقوا فقضية طوال العمار في اليمن لم يعد لها وجود في اليمن بعد الحادي والشعرين من سبتمبر والذي كان تصحيحا لمسار ثورة شباب اليمن 11 فبراير التي قدر لها أن تسرق بيد عملاء الخارج.
لعلي لا أبالغ هنا أن قلت لكم أن الزمن تجاوز عقليات وسياسات بعض الانظمة في دول الجوارالقائمة على توصيات وتوجهات بنيت على معلومات استخباراتية. ولم يدركوا ان اليمن اصبح تحت قيادةجيل جديد لا يؤمن بتلك المعطيات ولا يمدون أيديهم لعطاء الاخرين بل ويرون من أولئك العملاء خونة يجب أن يحاكموا بتهمة الخيانة الوطنية العظمى بالعمالة لدول أجنبية ضد وطنهم ولعل في تهمة محمد مرسي رئيس مصر المعزول بالتخابر أسهم بطريقة او باخرى في محاكمة انظمة عربية عديدة بتهمة العمالة وقبض المبالغ.

قيادة اليمن اليوم تجاوزوت هؤلاء مشاعرالخوف من أمريكا وأووربا والخليج.
ولأاجد مبررا عندما أسمع عويل حكام الخليج من إيران كما يعول النساء في النياحة سوى أن إيران الثورة أثبتت وجودها في مصاف الدول المتقدمةبعد ما قضت على عملاء أمريكا لديها واعتمدت اعتمادا كليا على نفسها وعلى خبرائها وشبابها المخلصين حتى صارت إيران ندا قويا في وجه اعتى الدول فهنئيا للايرانيين بعد ان أصبحوا عمالقة وندا للعمالقة.

يا حكام الخليج بما تعجبون علينا التعامل مع إيران فنحن قد قررنا التعامل مع الأمم بالأحترام المتبادل ومع الدول بالندية والمصالح إيران لا غيرها.
ولعل لإيران حق الاخوة في الاسلام والجيرة فالاقليم وتوجب تقديمنا لهم على من لا يربطنا بهم دين ولا جيرة وإنما يملون علينا املاء من منظور مصالحهم فلم يكتفوا بزرع إسرائيل في قلب الأمة العربية وحمايتها ولم يتوقفوا عند نهب ثرواتنا النفطية والمعدنية من يوارنيوم وذهب ونحاس وفضة وغيرها وإنما عمدوا لإذلال الأمةوتفريقها وتمزيقها وما يجري في فلسطين العربية الى درجة تخلي حكام الخليج الدول العربية عن فلسطين تماما أكبر دليل فلو تركوا الفسطينيين وقدرهم لكانوا حرروا أرضهم منذ زمن فلا يوجد على وجه الأرض أذل وأخوف من اليهود.
لم تكن دعوى هادي للاخوة في الخليج اعتباطا ولا ادعوهم ليعترفوا للاعاجم بأن الخير فيهم فالخير في العرب ليوم القيامة كما جاءعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما من منظور مصلحة اقتصادية من جانب وحسن جوار من جانب آخر وجيرة وأخوة اسلامية وان يكون التعامل ندي وأن يكفواهؤلا الحكام عن أذلال الأمة العربية وتصوير الإيرانيين مقام الرجال والعرب مقام ربات الاحجال فعارعلى من رسول الله قدوتهم ولسانهم عربي مبين أن يتخذوا إلى هذه الدرجة من الانحطاط التارخيي وتركيع أمة الضاد. أما اليمن فقد قرر المضي للأمام والتعامل من منظور اليمن الذي يملك الثروات ويعتز بالرجال المخلصين أمثال ذلك الشاب القائد الفذ الذي كان خطابه بمثابة الصاعقة الأولى على عملاء الصهيوأمريكي.

ولعل الله أن يبدل هذه الأمة بخير من اولئك الحكام الذين بددوا ثروات الأمة وأضاعوا مقدراتها وجعلوها أمة ضحكت من أنحطاطها الأمم. أدعوهم لينقادوا لليمن ويذعنوا لقيادته للمنطقة في عزم وحزم ليكون العرب ندا للعجم ولنعامل اليهودي بأنه يهودي والنصراني بأنه نصراني وكل أمة بصفتها التي جعل الله لها. ولنتعامل انطلاقا من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ومن مبادئ مكارم الأخلاق التي بعث فينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليتمها. لقد أغرقتنا الدول الغربية بقيادة أمريكا وبريطانيا وفرنسا في الحروب والتفرقة والإذلال والإنحناء لهم والارتهان لهم ولا أعجب من أن ينشاوا لنا مصانع السلاح والمصانع النووية حتى تصبح اليمن تم بوجهوا اليهود في اسرائيل بتدميرها. وإيران على الأقل لن تستطيع فعل ذلك كونها جارة ومسلمة أو على الأقل مصالحها قريب قد تتضرر. فبالحساب إيران والتعامل معها الأفضل في هذه المرحلة عندما عجزت الانظمة في عديد من بلدان النفط العربية في تامين حتى السكن لاكثر من 30% من الشعوب المغلوبة على أمرهافي تلك البلاد، وبددت الأموال في خدمة الغرب ومجون الأمراء.

أتمنى أن تصحوا الأمة العربية وتتعامل مع إيران من منطلق المصلحة والندية والعقيدة والجيرة وأن لا ينصاعوا لرغبة البعض وعلاقتهم للغرب وأن تأخذ الأمة العربية زمام المبادرة وتقتدي باليمن فاليمن اليوم في الطليعة بقيادة شبابية ولعل من يعجب على أنصار الله عليه ين ان يتذكر عشر حروب خاضوها ذنبهم فيها انهم يمنيين فلا أقسى من يحرم مواطن يمني من صعدة دخول صنعاء عاصمة بلده لمدة تزيد عن اثني عشر عاما وقد ذبح أهله وابناء قريته ومدينته بآلة حرب بلاده التي كان يفترض أن توجه لنحر عدوهم وزاد الطين بله مشاركة ودعم تلك الانظمة في هذه الحرب العبثية عندما صبوا جام غضبهم على جزء من اليمن بلا ذنب لهم سوا أنهم يمنيين .
وكم أتمنى أن يأخذوا العبر وليبادروا بالكف عن إيذاء اليمن واليمنيين. وأن يكونوا استوعبوا ذلك الدرس القاسي ويؤمنوا بتعاريف الزمان العجيبة. لقد خاض أنصار الله تجربة مريرة بعد حصارهم في صعدة تماما كما حصل لإيران العظمى في هذا التاريخ عندما حاصرتها دول الخليج ودول العالم وقادة الحروب ضد إيران مانبرأ الإيرانيين لأنفسهم وشمروا رغم الحصار بكل أشكاله وبنوا ذلك البلد الذي أذهل العالم وصار ندا لـ خمس + 1 ولـ10 + 2. فلعل أنصار الله يبلغوا باليمن والأمة العربيةذلك المبلغ عندما اخذوا زمام المبادرة بعد عشرة حروب 6 حروب في صعدة والسابعة دماج وكتاف والثامنة حاشد والتاسعة عمران والعاشرة صنعاء وان يستلهموا أعني أنصار الله تجربة إيران ذلك البلد العظيم. ولعل ان ورائهم اعني أنصار الله طوال السنين الماضية من اخوتهم اليمنيين وحصارهم حتى على مستوى الطعام الذي كان لا ياتيهم الا من قرى حدوديه مجاورة. وفجور الآله الإعلامية الموجهة ضدهم طوال العقود الماضية أن تكون تلك وقودا للعزم والمضي قدما باليمن نحو التقدم والتوجه بهذا البلد إلى مصاف الدول الند لـ5+1 فليسوا اليمنيين أقل شأنا من اخوتهم المسلمين الإيرانيين. وادعوا الاخو ةالعرب من كل من ضاقت عليهم الدنيا بفعل اجرام الحكام العرب واسيادهم الغرب أن يلوذ باليمن كما وصى به المصطفى واليمن واسع وخيره كبير سيسعهم واتمنى على القائمين الآن على هذا البلد أن يوجهوا الدعوة لكل اخوانهم من المشردين من كل الأقطار العربية بالتوجه لليمن وسينالهم الترحاب الواسع وان تتجه اليمن لبناء اليمن القوي ولعل فيما أشار له السيدعبد الملك الحوثي في كلمته كافيا إلا أنني من باب الإيضاح في الشرح أتمنى أن تبنى مصافي نفط عملاقة في باب المندب وإنشاء منطقة حرة استراتيجية قريب منها. وكذلك أن نعمد إلى إنشاء منطقة تجارية حرة في باب المندب أسوة بالمناطق الحرة في العالم. وأن تاخذ اليمن زمام المبادرة بإنشاء ذلك الجسر الرابط بين آسيا وأفريقيا لاحدى الدول الراغبة في الاستثمار كالصين واليابان تمهيدا لاستكمال حلم ذلك المشروع ولتكون هذه المشاريع رافدا وطنيا ولا نمانع أن يكون للايرانيين اسهام في هذه المشاريع وندعوا اخواننا قادة دول الخليج إلى الاقتداء باليمن وارسال الوفود إلى إيران.

حول الموقع

سام برس