بقلم / احمد الشاوش
ما إن يشعر الموظف بقرب حلول أحد الأجلين (التقاعد) حتى تنتابه حالة من الخوف والاضطراب واختلال التوازن والتفكير والرعب من المستقبل المجهول أو ما تبقى من حياته، تأتي هذه الحالة انعكاسا لحقائق عايشها الموظف ولمسها من خلال من سبقه إلى التقاعد وعانى الكثير من المتاعب بعد أن بلغ الستين عاماً أو تجاوز مدة الخدمة وفقاً للقانون في أداء عمله.

ورغم سنوات العمر التي قضاها في العمل يصدم الموظف بأنه خرج من سوق العمل دون فائدة نتيجة للأزمات السياسية والاقتصادية التي حلت بالبلد فلا وضع وظيفي أنصفه ولا نراه وفر مبلغاً مالياً محترما لوقت الحاجة من حقوقه طيلة تلك الفترة ليعينه في شئون حياته المستقبلية ولا حافظ على استقرار مرتبه في ظل المتغيرات والتقلبات التي تلقي بظلالها على زيادة مرتبات الموظفين وجمود الراتب التقاعدي عند آخر أجر اعتماده لدى التقاعد.

ومع هذه الاضطرابات والتخوف من المستقبل لا بد للموظف المحال على المعاش أن يكون أكثر تفاؤلا وأملاً وأن يفكر بمنطق العقل وأن يعقد العزم بإرادة كبيرة وطموح أكبر وتفاؤل بلا حدود في بداية مشوار حياته القادم والتعامل مع الواقع الجديد والتحول الطارئ بحكمة ويخوض غمار الحياة الجديدة باعتبارها بداية حياة نابضة بالخبرات والتجاوب والقدرات والأفكار التي تجعله يبحر في ميدان الحياة المستقبلية بكل ثقة وعنفوان في تنظيم وقته واستغلال فراغه وتفعيل خطط وبرامج تعود عليه بالفائدة في عمل خاص به أو مع شركات ومؤسسات أخرى أو الاستثمار في مشاريع صغيرة مع الآخرين يعوض من خلالها ما فاته خلال سنوات العمر بدلاً من الخضوع والاستسلام لليأس والجلوس في الجدران الأربعة لمنزله.

فالعامل في دول الغرب والشرق يبرهن على النجاح بكل تفاؤل بعد إحالته على المعاش ويذهب إلى خوض غمار التجرية بالاستثمار في مشاريع كبيرة أو صغيرة وفقاً لخبراته واختصاصه لتدر عليه أرباحا وبالتالي يكون أكثر استقراراً فتراه يبرمج نفسه على العمل والقراءة وإشباع رغباته في السفر والسياحة والتسوق والرياضة وأكثر شوقاً إلى التماسك الأسري، وبالتالي يعيش حياة طبيعية متغلباً على المشكلات مفيداً لمجتمعه والآخرين، وبهذا الأسلوب الفريد والحياة الجديدة يبعد عن نفسه شبح الخوف ويجد الاستقرار المعيشي والنفسي.
shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس