سام عبدالله الغُـباري
يهجم الإخوان المسلمون على كرسي رئيس مجلس النواب، ويعيقون أهمية انتخاب هيئة جديدة لمكافحة "الفساد"، مبررهم أن المؤتمر الشعبي العام متمسك بسلطة البرلمان التي لم يعد لها شرعٌ سوى (التوافق)، ونسوا- مع ضجيج أصواتهم العالية- أن انتخاب هيئة رئاسة جديدة ينبغي أن يكون توافقياً، أو يظل الحال كما هو عليه.
حين تذكر الإخوان ورفاق المشترك فجأة أن "يحيى الراعي" مازال في مكانه، أداروا ظهورهم إلى قبة البرلمان وغادروا، يريدون تحقيق مكسب سياسي وتقاسم جديد لمناصب القيادة الإدارية ورئاسة المجلس وهم يصنعون تمديداً جديداً للرئيس هادي، وربما يخططون لاغتياله بعد انقضاضهم على رئاسة البرلمان، فغياب "الرئيس" المفاجئ سيشكل فراغاً دستورياً لن يؤول إلى جهة سوى البرلمان ورئيسه الذي سيتولى مقاليد الحكم، وسينسى الإخوان مع الفراغ هرطقات عدم شرعية البرلمان، وبأنهم في ظل مبادرة تسعى باجتهاد لترتيب فصولها بتواتر يسابق الزمن.
قد يعلق أحدهم على فرضية اغتيال الرئيس بالحُمق، وما أعرفه أن المغامرة الأكثر حمقاً هي اغتيال كل مسئولي الدولة في جريمة الجامع الرئاسي التي تستعيد هذه الأيام ذكراها الثانية بلا إدانة لمرتكبيها.
أفضى الانفجار المخيف بجامع النهدين إلى انتقال المهام الرئاسية لنائب الرئيس، حينها، وما يمكن أن يكون الآن أن لا شيء يعيق أداء المجرمين السابقين عن تكرار ما فعلوه بـ(صالح ورجاله) ليكون على هادي وأصحابه.
في ظل هذا التزاحم الكثيف، يواجه يحيى الراعي منتقديه ويدعوهم لنزال الصندوق، ويبدو أنه لن يتخلى عن موقعه إلا بما سيفرزه الاقتراع السري، ولن يجرؤ البقية من الغائبين على معركة الانتخاب لأنهم لا يملكون كثرة عددية تشكل وجوهاً إخوانية للبرلمان الجديد الذي سينفذ أجندة التمديد، وبالتالي إفقاد الرئيس الحالي أية شرعية شعبية مستقبلاً، ورفع الحصانة عن الرئيس السابق بما يفجر خلاف الخصومات المتناحرة، وقد اطمأنوا لجانب الجيش الذي سلمه (نجل الرئيس السابق) إلى خلفه متفرغاً للعمل المدني.
هناك أشياء أخرى ومخططات لا يقوى إبليس على التفكير فيها.. غير أن جماعة (بوكو حرام اليمنية) مستعدة لتنفيذ أي شيء يوصلها إلى الحكم المطلق، وما يدور من حوار اليوم ليس لهم فيه شأن، فهم مستعدون لإطالة أمد الأزمة وتفخيخ الحياة السياسية وإعادة الوضع إلى جنون الاحتراب وقتال السلطة الملعونة التي يحيكونها على مقاسهم وبأمر الله أيضاً، وهو الأمر الذي لم ينزل من السماء بعد.
وإلى لقاء يتجدد.

حول الموقع

سام برس