جميل مفرح



مؤخرا بدأت أؤمن بالفعل بأنه لا يمكن الاستغناء القطعي عن بعض الحاجات التي سرعان ما تتحول إلى ماسة، وتثبت لنا أننا ما زلنا في طور لا يهيئنا لما يتبادر أو يحلق في مخيلاتنا من طموحات وأحلام بل وقد لا يسمح لنا باكمال حياتنا بعيدا عنه وعن طلبه.
> أقول الكلام هذا بقناعة لا حدود لها ونحن نعيش هذه الفترة التي لم تستطع أن تكون شيئا بيّناً، فلا هي مخاض لقادم ولا هي نتيجة حتمية واقعية لمتواليات طبيعية متوقعة كما أنها ليست مرحلة تأسيسية لوطن ما يزال في طور التكون والتجسد!! وأقول هذا وأنا، ومثلي آلاف إن لم يكف ملايين من أبناء هذا الوطن لا نعلم ما الذي؟! ولا من الذي؟! ولا متى سنعي ما يجري من حولنا؟!!
المهم مما بدأت أقترب من الإيمان ليس بوجوده فحسب وإنما بضرورته مؤخرا النظام القبلي وبدأت أرى أن على كل منا أن يفتش في انتمائه القبلي ليعيد ترميم ما تهالك من علاقة به، وذلك تجاوبا مع ما يفرضه الواقع المعاش في بلادنا.. فالملاحظ والملوس بقوة أن القبيلة اليوم عادت لتحكم قبضتها على خناق الواقع بقوة لا تضاهيها فيها مرحلة من مراحل التاريخ الحديث لليمن.
وبدأت أشعر أن من لا قبيلة له يكاد يكون لا وجود له ويأتي ذلك الشعور بالطبع وباتفاق العامة والخاصة في غياب البدائل الاجتماعية والنظامية التي يمكن أن توفر للفرد الأمان والحياة والمساواة وتقيه شرور ومكائد الزمن وأهل الزمن أو بالمفتوح وفي منتهى الصراحة في غياب شيء اسمع الدولة النظامية التي من الممكن أن نعيش تحت حمايتها المطلقة، بسبب ما دخلته البلاد مؤخرا من نزاعات وخلافات سياسية فتحت المجال لكل أشكال العبث والغوغائية!!
مؤخرا الزميلان والصديقان ابراهيم الأشموري وياسين الزكري تعرضا للاختطاف وما يزالان إلى اليوم في قيد المجهول وجودا وسلامة ومعهما صحفيون آخرون وقعوا جميعا رهن اختطاف لا يعرف مصدره ولا سببه، وها نحن جميعا نتفرج من بعيد ومعنا الدولة والحكومة لم يحرك أحد ساكنا وكأننا والحكومة والدولة فقط ننتظر نبأ عودة هؤلاء الزملاء لنهنئهم بالسلامة أو لا قدر الله نبأ اصابتهم بمكروه لنعزي وندين ونشجب!!
وفي الأخير أعتقد أنه لن يكون أمامنا غير ذلك إلا اللجوء إلى القبيلة ونظامها لنبحث عن قبائل المختطفين ونذعن لها ونطلب منها التدخل لفك اسرهم بطرقها المعتادة المختلفة ما دام اليأس قد بدأ يصيبنا من نجذة الدولة، وأنا متأكد أن القبيلة ستنجح في أمر كهذا لنعود فنؤمن بفكرة شبر مع القبيلي ولا ذراع مع الدولة بدلا من شبر مع الدولة ولا ذراع مع القبيلي.. والله المستعان!!

حول الموقع

سام برس