بقلم / حمدي دوبله
بعض الجرائم من فظاعتها وهول بشاعتها تقف أمامها مشدوها ومحتاراً كيف تصنفها إلى أي فئة من الجرائم تنتمي وتعجز تماماً عن إيجاد تفسير أو مبرر لها.
تراه أي صنف من البشر ذلك الذي يخطط ويمول وينفذ جريمة كتلك التي وقعت الأسبوع الماضي في مسجدين يقعان في أحياء سكنية وأسواق شعبية في العاصمة صنعاء وفي يوم الجمعة وسط حشود المصلين الآمنين الذين يحرص أكثرهم على اصطحاب أطفالهم لأداء هذه الفريضة العظيمة بعد أن عزت مسألة اصطحاب هؤلاء الصغار إلى الحدائق والملاهي بسبب ما نحن فيه من واقع أليم..
بالفعل فمثل هذه الجرائم التي تأخذ الطابع الديني تجعل الشكوك والهواجس الشيطانية تغزو قلوب ونفوس كثير من أبناء الإسلام حول دينهم وعدالة تعاليمه وشعائره فما بالك بالآخرين من أبناء الديانات الأخرى وهم يشاهدون بشاعة وفظاعة ما يفعل المسلمون ببعضم البعض..
ولعلك أخي القارئ الكريم تشاطرني الرأي بأن أياَّ منا لن يتردد في أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقرب لمكان سكنه بصرف النظر عن من يقف على أمر أو توجهات أو خطيب ذلك الجامع فكيف بمسجد وسط سوق شعبي وحي سكني وهو يتعرض للتفجير على رؤوس المصلين ووسط أشلائهم بحجة أنه يتبع لهذه الطائفة أو ذلك المذهب.. أهذا مبرر أو سبب يمكن أن يقبل به عقل أو منطق؟
أفيدونا أبناء أمة الإسلام وأهل الإيمان والحكمة وأزيلوا عنا غمة من الحيرة والذهول باتت تسيطر على كل تفاصيل حياتنا ونحن نرى ونعيش وقائع وجرائم لا يمكن أن تخطر على قلب بشر مسلماً كان أو يهودياً أو ملحداً أووثنياً؟!
نقلا عن صحيفة الوحدة

حول الموقع

سام برس