بقلم : نارام سرجون
هل صحيح رحل سعود الفيصل؟؟

خبر لايستحق قطرة حبر .. لأنه لايستحق دمعة واحدة .. ومن لاتقدر دمعة واحدة أن ترافقه الى قبره لايستحق قطرة حبر واحدة تشيعه لاذما ولاذكرا ..
عادة الراحلين هي انهم يدخلون الملكوت الاعلى والعيون تنثر على جثامينهم دموعها لتطهرهم تطهيرا ولتغسل من خطاياهم .. وكلما كثرت الدموع كانت رحمة الرب لأن كثرة الدموع تشهد أن الراحل كانت له اياد بيضاء في الحياة .. وأنه فعل الخير .. وكل دمعة يحملها الراحل معه للقاء الله تكون بمثابة شفاعة عند الله .. ولكن من سيبكي على أمير سعودي مثل سعود الفيصل؟؟ وكم دمعة ستذرف عليه وستكون شفيعته عند الله؟؟ وكم سيباهي هذا الرجل ملائكة الحساب برصيده من دموع الناس التي أسفت على رحيل أياديه البيضاء؟؟

أستطيع ان أراهن بعمري أن هذا الرجل لن يبكي عليه مخلوق واحد على هذا الكوكب .. ولن تترقرق بالدمع وتلمع به عين واحدة من المحيط الى الخليج .. لن لم نقل ان كثيرا من دموع الفرح والراحة هي التي ستميز يوم رحيله .. وستفاجأ السماء أن سعود الفيصل هو الوحيد الذي يصل اليها دون أن ترافقه أو تشيعه دمعة رغم أن أعتى المجرمين يصلون الى السماء ومعهم رصيد من دموعهم ومن دموع من يحبونهم .. الا سعود الفيصل سيصل خالي الوفاض .. مفلسا من اية رحمة ودعاء بالعفو والغفران .. ومن اي دعاء صادق بالرحمة عليه .. وستحار السماء في كيفية استقبال هذه الروح القادمة العزلاء من

أي شفقة عليها وشهقة حنين لأيامها ومن غير أن ترافقها دمعة واحدة ودعاء واحد وقطعة حزن وشظية من أسف وثمالة من عفو وسماح .. روح سعد حتى جسدها أنها غادرته ..

يصل سعود الفيصل الى السماء كما يصل ملايين اللاجئين المسلمين الى بلاد اللجوء في العالم من غير حقيبة ومن غير هوية لأن رجال سعود الفيصل ودواعشه ومجاهديه شردوهم من أوطانهم في اصقاع العالم بقوة الارهاب الوهابي .. يصل هذا الرجل وحيدا شبه عار رغم انه كان اميرا من امراء بلاد المسلمين الأثرياء جدا .. ومن الذين عملوا في الوزارة عقودا طويلة لم يعملها رجل في التاريخ الحديث في بلد في العالم .. ومع ذلك فليس له من يذكره بكلمة طيبة ولن يأسف عليه قلب واحد ولن يهتز لفراقه صوت واحد ليتهدج ..

حتى كل من عمل من أجلهم في اسرائيل وواشنطن لن تبكيه عين واحدة فيهما رغم أنه أسس لهما مدرسة عريقة في الخيانة والعمالة وصناعة المعارضين الخونة والتصريحات المخاتلة المراوغة .. والعملاء والفاسدين الأشرار .. وبسببه لن ينفذ المخزون الاسرائيلي ولن يعاني نقصا في العملاء والخونة والمخاتلين .. فالمجهود الذي اسسه هذا الرجل في تأمين الخونة والمارقين والمجرمين يزيد عن حاجة اسرائيل لعقود .. وجميعهم سيتابعون مشواره ..

ليس في حقيبة سفر سعود الفيصل التي سافر بها الى السماء شيء .. حقيبة فارغة الا من أعمال داعش وجبهة النصرة .. وجيوب ملأى بالمال وبالدم وأشلاء البشر .. ليس فيها عمل صالح ولا جذر للخلود الروحي والمعنوي الأبدي طيب الرائحة والعرف وليس فيها ايثار وفدائية .. لاأعمال خير .. ولاكفاح ..ولااخلاص .. ولا اغاثة ملهوف .. ولاحتى دفاع عن النبي ولا عن المسلمين عندما احتاج النبي كلمة واحدة تدافع عنه قي محافل العالم .. وليس في حقيبة سفر سعود الفيصل قصاصة ورق واحدة من فلسطين عليها اسم شهيد سعودي واحد .. أو رصاصة اشترتها السعودية من أجل فلسطين .. ولاتوجد فيها توصية من المسجد الاقصى بالشفاعة له لأنه طالما استغاث الأقصى به في كل مؤتمرات العالم ولكن الفيصل لم يهب لنجدة الملهوف ولم يطلب حتى مسح آثار جندي اسرائيلي عن بلاطة واحدة فيه ..

ولكن سعود سيصاب بالدهشة عندما تصل سجلات أثامه الى السماء ليدرك أن كل حقده الذي نثره لن يموت وكل الشر الذي بذره نبت في الآخرة سجلات تجرها عربات لانهاية لها .. تدفعها ملائكة العذاب التي تتعب وتتعرق من جر العربات الثقيلة .. حيث تحمل كل عربة كتبا ضخمة فيها تعداد لآثام هذا الرجل .. وفي كتبه وقواميسه الدم والجريمة وجهاد النكاح والزنا والغدر والخيانة والحقد والغل والكراهية القصوى وتمويل القتلة والاشرار .. وأسماء بملايين الشهداء الذين قضوا بسبب هذا الرجل الحاقد الذي حمل حقد عائلته بأمانة ونشره في العالم دون أي تقصير ..

وأسماء بملايين المشردين والمنكوبين والثكالى واليتامى في العراق والشام ولبنان وفلسطين وليبيا والسودان والجزائر ومصر واليمن وباكستان وأفغانستان .. وسيكون الفيصل محاطا بملايين الأرواح التي تنتظر هذا اليوم وتتزاحم على أبواب السماء وقد عيل صبرها منذ زمن طويل لتشهد عليه ولتطلب القصاص دون تأخير او انتظار ..

لاأحد منا يعرف أين ستسكن روح سعود الفيصل بعد اليوم .. لاننا لانقدر أن نستولي على قرارات السماء ونملي على الله مانريد كما يفعل الاسلاميون والوهابيون الذين يمنحون الايمان والغفران والعفو ويتكلمون باسم الله ويقرؤون عقل الله ومزاج الله وايحاءات الله وأسرار الله .. ولكننا على يقين أن السماء عادلة .. وأن السماء لايمكن أن تتجاهل مشاعر الارض التي جرحت كبرياؤها بصلف هذا الرجل وتكبره على الفقراء والضعفاء .. ولايمكن أن يدخل خلود الجنة من رحل عن الأرض ولم يجد فيها عينا واحدة تبكي عليه .. فهل تقبل السماء أن يدخل الجنة من لم تحزن الأرض لفراقه ..
ومن ابتهجت الدنيا لنزوله عن كاهلها .. ؟؟ ان من لم تبك عليه الأرض وأهل الأرض لن تكرمه السماء .. ولارب السماء ..
فيارب السماء .. هل تسمعنا وتسمع قلوبنا وتنظر في عيوننا ..وتتلمس الشقوق في أرواحنا والجراح في صلواتنا ..؟؟

حول الموقع

سام برس