بقلم / عبدالوهاب الشرفي
المبعوث الأممي ولد الشيخ عليه أن يتحلى بمعايير عمله كوسيط بين أطراف متقاتلة وان يتحلى بمعايير المهمة التي يتعامل معها واقصد هنا ( الهدنة ) .
من غير المقبول منهجيا من مبعوث أممي أن يتبنى وجهة نظر طرف من الأطراف المتصارعة وان يعمل في ضوء ذلك ، بل عليه أن يكون محايدا ويستمع من كل الأطراف وان يعمل على المقاربة وإنتاج البدائل السياسية للوصول الى نقطة توافق.
كما من غير المقبول أن يتصدى لمهمة التوصل إلى هدنة بمنطق الهدنة مقابل إعلان الهزيمة عليه أن يعمل للهدنة وفق معايير العمل لأي هدنة في أي مكان وفي أي زمان وتتمثل في التوصل إلى لحظة زمنية يقف الجميع فيها عن إطلاق النار وتذهب الأطراف بعدها للتفاوض ، لكن العمل بمنطق الهدنة مقابل الانسحاب من المدن أو مقابل أي شرط آخر هو حكم مسبق على المهمة أن تفشل وهو أداء غير مسبوق وغير منطقي ، لأن حقيقة ما يتم العمل عليه وفق هذا المنطق هو انه يريد أن ينفذ بالعمل الأممي ما يسعى لتحقيقه طرف في الصراع عن طريق الحرب .

لا أريد أن يفهم أنني أدافع عن عدم الانسحاب من المدن ولكنني أدافع عن أصول العمل الأممي والعمل السياسي الذي يفترض به أن يثمر. اعرف تماما أن الاستمرار في المدن على هذا النحو هو وضع غير طبيعي وكنت انا من أول من انتقده قبل هذا بكله ولكنني اعرف أيضا أن هناك متطلبات و ترتيبات يجب أن تتم على الواقع كي يصبح الانسحاب من المدن امراً ممكنا .

لولد الشيخ أقول ...
أتفهم تماما حداثة تعاطيك مع ملف الأزمة اليمنية ولكن يضل نجاحك في مهمتك مرهون بالتزامك بمعايير دورك ومعايير كل مهمة تتصدى لها ، اعمل للهدنة دون قيد أو شرط على أي طرف كان غير الالتزام بوقف إطلاق النار في موعد محدد والقبول بالتفاوض على كل التفاصيل بما فيها الانسحاب من المدن ، واعمل لتطبيق القرار الأممي وفق معادلة تنفيذ البنود مقابل تهيئة الوضع في البلد لتنفيذها .نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس