بقلم / علي محمد البيضاني
سنوات عدة من الطرح والنقاش والآراء المتداولة والنقد في وسائل الإعلام بجميع أنواعها، لعل ذلك يمكن أن يفيد في إصلاح الحال العام وتقويم الاعوجاج ومساعدة أصحاب القرار في تعديل مسار خطاهم وتصحيح أخطائهم والانقياد والالتزام بالشفافية والمصداقية وتقبل ما يمكن أن يصل إلى مسامعهم وتبصره أعينهم، من الملاحظات التي يقرأونها سواءً في الصحف أو في وسائل الإعلام الأخرى الفضائية والتواصل الاجتماعي "الفيس بوك" عن إخفاق هنا وعبث وفساد هناك.

كل ما في الأمر ترديد مقولة: مغني عند أصنج".. فلا حياء ولو بمثقال ذرة من الإيمان أو الضمير.. وكأن هذا المسؤول الذي سقط في أول تجربة في تحمل واجبات الوظيفة ومهمة "الوطنية" التي أزهق روحها منذ الوهلة الأولى لصعوده إلى موقع القرار "المشمر والمحمر"، ودخوله بوابة المرفق التي أصبحت تحمل عنوانه واسمه بعد أن قام باستبدال ما تحمله من أهداف وغايات محترمة وشريفة، إلى شللية وسرقة المال العام وتكوين عصابات مناطقية وحزبية وغير أخلاقية منظمة!!

مما يدفع بالقول والإشارة إلى أن هناك من المؤسسات المحاسبية والرقابية وأجهزة الضبط والربط- ما تحتاج إلى الهزر والزبط- لم تكن بالقدر اليقظ وإن كانت "صاحية" مجازاً، حين أنها لم تقم بالدور الحقيقي والمسنود لها في محاسبة هؤلاء المقصرين- وما أكثرهم عيانا جهاراً نهاراً- والتحقيق بكل نزاهة ومكاشفة لما مارسوه من فساد متعدد الأوجه والجوانب، ووضع النتائج في ضوء العلانية، أمام الرأي العام وعلى وسائل الإعلام، إن أردنا أن نتحدث عن نوايا وجود إصلاحات وأجهزة رائدة ومحترمة تستشعر مسؤولياتها بكل أمانة وصدق وحرص مؤكد وانجاز معمد، يثبت فاعلية أداء القائمين عليها.

طالما والحال كذلك فإننا سنظل نرتل آيات المحاسبة وتطبيق القانون دون خشوع وإخلاص عمل ولو زادت أعداد الأجهزة المسماة بها أضعافاً وتلونت مبانيها في أعلاها بشعاراتها ولوحاتها المبهرة، لكن ذلك قد يساهم في مزيد من الفساد وتكوين محميات وحاضنات لرموز الفساد بدلاً من قلعها ومحاكمتها واستبدالها بالأفضل والأنظف والأنفع .
نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس