بقلم / حمدي دوبلة
من أعطاك الحق لتقتلنا وتهدم بيوتنا وتضيِّق الخناق على معيشتنا وأرزاقنا؟
من أعطاك الحق أيها الوغد حتى تزهق أرواح أطفالنا ونسائنا وشبابنا وشيوخنا وتروع الآمنين منا في مساكنهم بطائراتك وقذائفك في الليل والنهار وفي أي وقت تشاء وكيف ما تشاء دون رقيب أو حسيب؟
من منحك الحق حتى تستبيح دماءنا وأجواءنا وتجرف أراضينا وتحرق أشجارنا وتعيث دماراً وخراباً في أرضنا وبلادنا؟

من أعطاك تفويضاً لتدمر مؤسساتنا وتهدم مستشفياتنا وتخرب طرقنا وجسورنا ومرافقنا الحيوية والخدمية؟

بأي قانون أو عرف تنتهك سماءنا وتفرض حصارك الشامل علينا براً وجواً؟
من أعطاك الحق حتى تدمر حضارتنا وتنسف مواقعنا ومعالمنا الأثرية وتهدم مدننا التاريخية على رؤوس ساكنيها؟

بأي حق وتحت أي مبرر تضرب مقدراتنا وتعبث بحياتنا وتنسف اقتصادنا وتحاربنا في أرزاقنا ومعيشتنا؟

من نصّبك ولياً لأمرنا وجعل منك حامياً لشرعيتنا ومقرراً لمصائرنا؟
من وهبك الحق حتى تطلق العنان لنزواتك ونزعاتك الشريرة على أرضنا لتوغل في القتل والتدمير والتخريب دون رحمة أو هوادة, وتمعن في سفك دمائنا وتدمير مقدراتنا في كل وقت وحين؟

بأي حق تحتل أجواءنا وبحارنا وتتحكم في أقواتنا وسبل عيشنا ومصادر أرزاقنا؟
من منحك الوكالة لتصبح جلاداً لنا ووصيّاً علينا ومدبراً لشؤون حياتنا تقتل من تشاء وتخرب ما تشاء متى ما تشاء وكيف ما تشاء ووفق ما تمليه عليك رغباتك المريضة ومراهقاتك الخبيثة وطيشك المجنون دون حدود أو قيود؟

من أعطاك الحق لتغتال أفراح صغارنا وتنزع البسمة من على وجوههم, ومن وهبك حق مصادرة أحلام شبابنا ووأد تطلعات شعبنا وحقه المشروع في الانعتاق والحرية والعيش الكريم؟



بأي حق وتحت أية مبررات رحت أيها الرعديد الجبان تُجِّمع أوباش الناس وأرذال البشر وتؤلّب مرتزقة العالم على قتلنا والمشاركة في سفك دمائنا وتدمير مقدرات وأساسيات حياتنا, تنفق الأموال الطائلة في شراء الذمم والولاءات والضمائر وتكميم الأفواه من أجل التغطية على جرائمك البشعة في حق شعب اليمن وغض الطرف عنها في مختلف أنحاء المعمورة؟

ماذا جنى هذا الشعب المسالم الفقير حتى يناله كل هذا البطش والتنكيل من قبل آلة حربك وما هي الجريرة التي اقترفها حتى تستميت كل هذه الاستماته وتطلق كل جنونك وغطرستك وحقدك في سبيل إيذائه وتبرير حربك الشعواء ضده وضد حقه في الحياة؟

هل ذنب هذا الشعب أنه فقير ومعدم؟ ومتى كان الفقر عيباً أو جرماً يجب أن تعاقب عليه؟ أم لأنه يؤمن بحقوق الجوار حتى أنه لم يصدر منه قول أو فعل يسيء به إلى جيرانه طيلة العقود الماضية برغم أن ساحات شاسعة من أراضيه محتلة من قبل أولئك الجيران الذين لم يراعوا فيه إلَّاً ولا ذمة وأطلقوا أيديهم دون حدود أو قيود تبطش به وتستبيح دماء أبنائه في عدوان هو الأكثر وحشية وفظاعة في التاريخ الحديث؟ أهكذا يكون الجوار يا من تدعي زوراً وبهتاناً حرصك على حماية المقدسات وصيانة الحرمات والدفاع عن الأمن القومي؟ تباً لك ولعدوانك الأثيم؟.
نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس